صراحة نيوز-بقلم / أ.د.امين المشاقبة
مع الشعب، فالمقر الهاشمي مفتوح للجميع على مختلف أطيافهم وتقديم العديد من الخدمات الصحية منها والمساعدة في ضوء الامكانات، فأبواب مقر الأردنيين مفتوح ولا يغلق ولست بحاجة الى اي وساطة للتواصل مع الديوان الملكي فهناك كادر واعي مدرك لأهمية التواصل مع الناس وتفهم مشاكلهم واحتياجاتهم.
ويُضاف الى ذلك الدور الملكي والدبلوماسية المُتحركة على مستوى العالم من أجل الأردن وتقدمه ومن أجل القضايا العربية خصوصاً القضية الفلسطينية التي لم يتوانى الأردن وقيادته في إبراز الحق المشروع للشعب الفلسطيني الشقيق، فالملك يقود دبلوماسية واقعية عملية عقلانية بكل الوضوح والشفافية ويضع النقاط على الحروف دوماً دون خوف أو وجل لأن التحرك صادق وحازم وقوي بالطرح والاقناع، فالأردن نتيجة للادوار التي يقوم بها الملك شكل صورة خارجية ناصعة ومُحترمة ومقدرة، إذ يحظى باحترام وتقديم أينما حل وارتحل.
والعامل الآخر في بناء والحفاظ على الاستقرار هو المؤسسة العسكرية (الجيش العربي الأردني) والمؤسسات الأمنية المشهود لها بالكفاءة والاقتدار والجاهزية في الدفاع عن حدود الوطن من اي اعتداء خارجي وتلعب المؤسسات الأمنية (المخابرات والأمن العام) دوراً أساسياً في الحفاظ على النظام العام وحماية المواطنين وتتعامل بطريقة انسانية راقية في احترام كرامة المواطن وصوّن انسانيته، فأي مواطن يراجع هذه الدوائر يشعر بالتقدير والاحترام ويُعامل معاملة الإنسان المُحترم حتى لمن أساؤوا للقانون وخرجوا عن جادة الصواب وهذا مؤشر يقدر لرجال الأمن في تلك المؤسسات التي تتعامل بلطف ولين وهذا يعني ان القائمين عليها على درجة عالية من الوعي والادارك وكثير منهم يحملون درجات علمية عالية المستوى من ارقي الجامعات. ويُضاف لذلك مستوى التماسك الاجتماعي وحالة الانسجام المجتمعي وهذا عائد للبنى الاجتماعية التقليدية التي تشكل ظاهرة فريدة، فالمكونات الاجتماعية العشائرية وغيرها تلعب دوراً بارزاً في الحفاظ على الاستقرار السياسي في الدولة الوطن لأن لها تراث وهوية وطنية نعتز بها وهناك حالة من الانتماء للأرض والحضارة ومختلف جوانب الثقافة، ونضيف في هذا الصدد ان هناك درجه عالية من الاعتزاز الوطني بالهوية والانجازات فالأردني يعتز بانتمائه لوطنه وقيادته وهناك حالة من التلاحم بين القيادة والشعب الذي يُشكل رمزاً اساسياً للاستقرار، ناهيك عن ارتفاع درجات الوعي السياسي والادارك بأهمية الحفاظ على الوطن واستقراره، وهذا الوعي جاء نتيجة انتشار التعليم على مختلف مستوياته، فالتعليم ساهم مساهمة كبيرة في رفع درجات الوعي والادراك السياسي بأهمية الهوية الوطنية والاعتزاز بها واهمية الحفاظ على الاستقرار السياسي، فالأردن هو الروح، والقلب والنفس الذي نحافظ عليه وعلى استقراره مهما كلفت الأمور وللعلم هذا كلام صدر لي في كتابي الأول العام ١٩٨٦ تحت عنوان “التحديث والاستقرار السياسي في الاردن” ولا زال تحليلي بعد كل هذه العقود قائماً على وعي علمي عميق بأهمية الحفاظ على الدولة الوطن واستقراره.