صراحة نيوز-عبدالله وجيه أبوخضير
اللقاءات تتغيّر عناوينها، لكن الوجوه لا تتغيّر… نفس الأسماء التي اعتدنا رؤيتها في كل اجتماع أو منتدى أو حوار وطني. وكأن هذا الوطن لا يملك من الطاقات إلا تلك الدائرة الضيقة التي تتكرر في كل مناسبة، تتحدث بالنيابة عن الجميع وتحتكر الظهور والمشهد.
تتبدل القضايا وتختلف الملفات، لكن طريقة العرض واحدة، والنتيجة أيضًا واحدة: لا جديد. حضور استعراضي وكلمات محفوظة، بينما الواقع ينتظر تغييرًا حقيقيًا لا صورًا جديدة لنفس الوجوه القديمة.
لقد ملّ الناس من هذا المشهد المتكرر الذي أصبح أقرب إلى “الطقس الرسمي” منه إلى أي فعل وطني منتج.
في بلد يفيض بالشباب والكفاءات، من المؤلم أن يبقى المشهد حكرًا على مجموعة لم تعد تمثل إلا نفسها. إلى متى سيظل القرار حبيس الوجوه ذاتها؟ وإلى متى سيبقى التجديد مجرد شعار نردده دون أن نطبقه؟
التغيير لا يبدأ من تغيير الشعارات أو العناوين، بل من تغيير الأشخاص الذين لم يعودوا قادرين على الإضافة. الوطن بحاجة إلى دماء جديدة، إلى فكر جديد، إلى وجوه تُشبه الشارع وتفهم نبضه، لا إلى تكرار المسرحية نفسها بأسماء محفوظة ومقاعد محجوزة سلفًا.
