الإعلام العبري: الكذبات العشر لنتنياهو

5 د للقراءة
5 د للقراءة
الإعلام العبري: الكذبات العشر لنتنياهو

صراحة نيوز-يكشف كاتب صحافي إسرائيلي عن جميع الروايات الكاذبة التي تروّج لها حكومة الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة على غزة، داعيا الإسرائيليين إلى الحذر منها ومن هندسة الوعيد.

في تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في ملحقها أمس الجمعة، يكشف الكاتب الصحافي الدكتور رونين بيرغمان، محرر الشؤون الاستخباراتية في الصحيفة ومراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عمّا يصفه بـ»الافتراءات والأكاذيب الإسرائيلية الرسمية» حول الحرب منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.

تحت عنوان «الكذبات العشر»، يقول بيرغمان في بداية تقريره إن المقولة المعروفة «الحقيقة هي الضحية الأولى في الحرب» كانت صحيحة جدا في الحرب الحالية في غزة. ويستعرض «الكذبات العشر» التي ترويها المؤسسة الإسرائيلية الرسمية وتسوّقها للإسرائيليين، مشيراً إلى أنها «قائمة جزئية».

ويبيّن بيرغمان أن الكذبة الأولى هي الزعم بأنه يمكن إدارة حرب ذات أهداف متناقضة: تفكيك حركة «حماس» وبُناها التحتية، واستعادة المخطوفين. أما الكذبة الثانية، فهي الادعاء بأن الضغط العسكري وحده كفيل بإعادة «المخطوفين»، فيما الكذبة الثالثة تتمثل في القول إن «حماس» لا تريد صفقة تبادل.

ويشير بيرغمان إلى أن الكذبة الرابعة هي الادعاء بأن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لا يعرقل الصفقات ولا يخرّبها، وأنه دائما يضع «المختَطفين» في صدارة سلّم الأولويات. أما الكذبة الخامسة فتكمن في القول إن محور صلاح الدين (محور فيلادلفيا) هو قناة التهريب المركزية التي ستستخدمها حماس لتهريب المخطوفين، ما يعني فقدانهم إلى الأبد.

وتأتي الكذبة السادسة بالزعم أن قتل قائد «حماس» يحيى السنوار، الذي صادفت ذكرى استشهاده الخميس، سيؤدي إلى استسلام الحركة ورفع الراية البيضاء. وفي «الكذبة السابعة» قال المستوى السياسي إن إسرائيل، إذا ما احتلت غزة أو رفح أو غيرها من مدن القطاع، فإن حماس سترفع الراية البيضاء. أما الكذبة الثامنة، بحسب بيرغمان، فهي القول إن «حماس» لن تعيد المختطفين أبدا.

ويضيف: «في الكذبة التاسعة، قالت المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة للإسرائيليين إن الاحتجاجات والمظاهرات في تل أبيب تساعد حركة حماس وتزيد من الأثمان المتعلقة بتبادل الأسرى»، أما الكذبة العاشرة، فهي الادعاء أن الصفقة الحالية دليل على أن حماس قد خَضَعت واستسلمت».

ويتابع قائلا: «يوم الجمعة الماضي أعلن نتنياهو أنه بفضل الاتفاق سيتم نزع سلاح «حماس»، كما سيتم تحويل غزة إلى مكان منزوع السلاح. هذه نتائج مرغوبة، حتى وإن لم تكن النصر المطلق الذي وعَدت به الحكومةُ الإسرائيليين مرارا. لكن هناك مشكلة بسيطة في تصريح نتنياهو: «حماس» لم توقّع على أي شيء ينص على ما قاله، فلا يوجد نزع سلاح ولا تنظيف للقطاع من الأسلحة، كما لا يوجد أي التزام بمغادرة قادة حماس القطاع إلى الـــخارج أو بتفكيك الحركة أو بمواصلة السيطرة الأمنية الإسرائيلية على كامل مساحة القطاع».

ويقول بيرغمان إن نتنياهو هــــدّد بأنه في حال لم يتم تفكيك الحركة ونزع سلاحها، فإن إسرائيل ستفعل ذلك «بالطريقة الســــهلة أو بالطريقة القاسية»، مشيرا إلى أن هذا استعراض للقوة، لكن من الصعب فَــــهم كيف سينَفّذ نتنياهو ذلك بعدما وقّعت إســــرائيل اتفاقا نصّ على أن «الجيش لن يعــــود إلى المناطق التي انسحب منها طالما أن حماس تُطبّق الاتفاق بشكل كامل».

ويتساءل بيرغمان: ماذا يعني «تطبيق كامل» للاتفاق من جانب «حماس»؟ ويضيف: «إعادة المخطوفين، ووقف إطلاق النار، والتعاون مع الجهاز الدولي الذي سيُقام من أجل العثور على الجثامين التي تقول حماس إنها لا تعرف مواقعها أو مصيرها. فإذا التزمت حماس بكل ذلك، وأقدمت إسرائيل على استخدام الطريقة القاسية، فسيُعدّ ذلك انتهاكا للاتفاق، وهو الإنجاز الأكبر لترامب حتى الآن».

ويقول بيرغمان إن إسرائيل أبدت ليونةً حتى الوصول إلى الاتفاق، موضحا أن نتنياهو يكرر في تصريحاته أن الجيش ما زال عميقا داخل القطاع ويسيطر على كل النقاط الاستراتيجية، بينما الحقيقة أن الجيش ينسحب من جميع مدن القطاع أو ما تبقّى منها، بما في ذلك مدينة غزة، ومن معظم النقاط المسيطرة.

ويمضي في رسم ملامح الفجوة بين التصريحات والواقع على الأرض قائلاً: «يتضمن الاتفاق إنجازا لحكومة نتنياهو يتمثل في زيادة المساحة التي ستبقى بيد إسرائيل حتى نهاية المرحلة الثانية، وهو تنازل من حماس التي تخلّت عن مطلب الانسحاب الكامل. ومنذ ذلك الحين تغـــــيّرت غزة، ومعظم المساحات الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية مهدمة ومخربة ولم تعد ذات صلة بمحاولات حماس ترميم قدراتها».

ويخلص بيرغمان في تقريره إلى القول إنه عندما خفتت أصوات المدافع اندلعت حرب الروايات، وحاولت إسرائيل طرح الاتفاق بوصفه نصرا لها. ويتساءل: من انتصر؟ ويرى أن الحـــــقيقة تقول : لا أحد انتصــــر في الحرب، مضيفا: «مصدر استخباراتي كبير قال إنه في التقييم الإجمالي، وفي معادلة المرونة للوصول إلى الاتفاق، فإن إســــرائيل قطعت 70 في المئة من الطريق، بينما قامت حماس ببقية الخطوات لتحقيق الاتفاق».

Share This Article