صراحة نيوز- نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريراً مفصلاً عن وضع الأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، بعد أن رفضت إسرائيل الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع حركة حماس في قطاع غزة الأسبوع الماضي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة أسفرت عن إطلاق سراح نحو ألفي معتقل فلسطيني، بينما بقي البرغوثي خارجها، رغم كونه من أبرز أسماء قائمة “VIP” التي طلبتها حماس لإتمام التبادل. ويقضي البرغوثي، البالغ من العمر 66 عاماً، خمس مؤبدات منذ اعتقاله عام 2002 لدوره في الانتفاضة الثانية وقيادته لتنظيمات مسلحة تابعة لحركة فتح.
ومنذ اعتقاله، أصبح البرغوثي الملقب بـ”مانديلا الفلسطينيين” رمزاً سياسياً يوحّد الفصائل الفلسطينية المختلفة، بما فيها فتح وحماس والجبهة الشعبية، حيث ينظر إليه كقائد قادر على جمع الصف الفلسطيني ودعم عملية انتقال السلطة سلمياً عبر الانتخابات، وفق تصريحات نجله عرب البرغوثي ومقربين من الأسرة.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل، وفق مسؤولين، تعارض الإفراج عن شخصيات بارزة مثل البرغوثي خشية أن يزيد تأثيرهم على التحريض ويضعف الوضع الأمني في الأراضي المحتلة. وقال العميد الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي: “إسرائيل مستعدة لإطلاق سراح من ارتكبوا جرائم كبيرة، لكن الشخصيات الرمزية، مثل البرغوثي، لا تريد إطلاقها، لأنها ستزيد التحريض وتؤثر على الوضع الأمني”.
وأكد التقرير أن ظروف اعتقال البرغوثي ازدادت سوءاً منذ تصعيد الحرب في غزة أكتوبر 2023، حيث قضى نحو عامين في العزل الانفرادي وتعرض للضرب عدة مرات، بحسب محاميه وعائلته وسجناء سابقين. ومع ذلك، واصل نشاطه داخل السجن، من تنظيم صفوف تعليمية وتشجيع الأسرى على متابعة الدراسة عن بعد والحصول على درجات علمية، مما جعله رمزاً مؤثراً للفلسطينيين حتى من وراء القضبان.
كما أبرز التقرير اختلاف موقف البرغوثي السياسي عن السلطة الفلسطينية الحالية، إذ يمثل صوتاً معتدلاً وموحداً يمكن أن يعزز العملية السياسية ويجعلها أكثر قبولاً لدى الفصائل المختلفة، بما في ذلك حماس، التي دعت سابقاً إلى إطلاق سراحه كقوة موحدة للفلسطينيين.
ورغم غيابه عن المشهد العلني، أشار التقرير إلى مقطع فيديو قصير نشر في أغسطس الماضي على قنوات تيليغرام الإسرائيلية، حيث خاطبه وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، ما أثار اهتماماً واسعاً لدى الفلسطينيين، ونقل عن العائلة أن رد البرغوثي كان ذكياً وساخراً في الوقت نفسه، مؤكداً موقفه الصلب والمعتدل.
وأوضحت الصحيفة أن قضية البرغوثي تبقى مركزية في السياسة الفلسطينية والإسرائيلية، وأن عدم إطلاق سراحه يعكس حساسية تل أبيب تجاه الرموز السياسية المؤثرة داخل المجتمع الفلسطيني، رغم أن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة تمثل خطوة مهمة نحو استقرار مشروط في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة.