سوء المعيشة يدفع الأردنيين للبحث عن الدفائن وتدمير الأراضي بجرش

3 د للقراءة
3 د للقراءة
سوء المعيشة يدفع الأردنيين للبحث عن الدفائن وتدمير الأراضي بجرش

صراحة نيوز- تشهد محافظة جرش تزايدًا ملحوظًا في ظاهرة البحث عن الدفائن والقطع الأثرية، ما أدى إلى تخريب العديد من الأراضي الزراعية في قرى سوف وساكب والنبي هود والكفير والكفير. وأكد مزارعون أن العابثين يحفرون الأراضي ليلاً بشكل سري، ما يؤدي إلى تحويل الأراضي إلى كهوف وحفر ضخمة، وتدمير المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة.

وأوضح المزارع مصطفى العياصرة أن أرضه تحولت إلى سلسلة من الحفر العملاقة بسبب البحث المتواصل عن الذهب والدفائن، لافتًا إلى أن السبب وراء هذه الظاهرة يعود جزئيًا إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى الاعتقاد السائد بوجود دفائن رومانية قيمة في المحافظة باعتبارها إحدى أكبر المدن الرومانية في الوطن العربي.

وأشار العياصرة إلى محاولاته المستمرة لمراقبة أرضه ليلاً، إلا أن الباحثين يفرون عند الاقتراب منهم، مؤكدًا ضرورة تدخل الجهات الأمنية ومديرية الزراعة للحد من هذه الممارسات، التي تتسبب في تحميل المزارعين مسؤولية إعادة تأهيل الأراضي المتضررة.

من جهته، ذكر المواطن خالد قوقزة أن ساحة منزله تعرضت للعبث عدة مرات، خاصة لوقوعه قرب أسوار المدينة الأثرية. وأضاف أنه عثر على قطع أثرية أثناء بناء منزله وأبلغ دائرة الآثار العامة عنها، مؤكداً أن القيمة الأثرية والتاريخية لهذه القطع تفوق قيمتها المادية، وأن المحافظة على هذا التراث واجب على الجميع.

وأكد مصدر في مديرية آثار جرش أن ظاهرة البحث عن الدفائن منتشرة في جميع مناطق المملكة، وأن البلاغات شبه يومية، مشيرًا إلى أن المواطنين المتعاونين الذين يخافون على آثار وطنهم يقومون بإبلاغ الدائرة عند العثور على قطع أثرية. وأضاف أن الفريق الفني وخبراء الآثار يزورون المواقع المحفورة من قبل العابثين أو المواطنين بشكل يومي لتقدير أهميتها التاريخية واتخاذ الإجراءات المناسبة.

وأوضح المصدر أن البحث العشوائي قد يؤدي إلى تدمير المواقع الأثرية، مشيرًا إلى أن العديد من المواقع التي اكتشفها العابثون تم استملاكها لاحقًا من قبل دائرة الآثار العامة، مؤكداً على ضرورة التعاون بين المواطنين والجهات المختصة للحفاظ على التراث.

بدوره، شدد رئيس جمعية أصدقاء آثار جرش رفاد العياصرة على أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية من خلال دوريات مراقبة دائمة وتعيين حراس، لافتًا إلى أن العابثين يتسببون بتدمير البنية التحتية والقطع الأثرية أثناء البحث عن الدفائن.

من جهته، اعتبر الخبير السياحي وعضو مجلس المحافظة الدكتور يوسف زريقات أن العبث بالآثار يمثل خسارة تاريخية وأثرية لا يمكن تعويضها، داعياً إلى مراقبة المواقع على مدار الساعة، خصوصًا تلك غير المحروسة، لضمان حماية التراث الأثري من العبث أو الاتجار بالقطع الأثرية.

Share This Article