غزة تكافح لاستعادة الحياة وسط الركام والنفايات

3 د للقراءة
3 د للقراءة
غزة تكافح لاستعادة الحياة وسط الركام والنفايات

صراحة نيوز- مع هدنة مؤقتة ووقف القصف، ظنّ سكان قطاع غزة أن أسوأ مراحل المعاناة قد انتهت، لكن الواقع كشف عن تحدٍ جديد لا يقل قسوة عن الحرب نفسها: تراكم الركام والنفايات الصلبة في الشوارع، وإغلاق الطرق، وانتشار المخاطر الصحية والبيئية.

في شرق خان يونس، عاد المواطن بسام النجار إلى حيّه بعد أشهر من النزوح ليجد كل شيء مدمراً، من البيوت والمساجد إلى المدارس، فيما وصف المواطن إبراهيم عصفور من بلدة المغراقة المشهد بأنه “ستار رمادي من الركام والرماد يغطّي المدينة”.

ولم يقتصر الدمار على المباني، بل طال البنية التحتية بالكامل: شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، أعمدة الإنارة، وحدائق ومقاسم الاتصالات، إضافة إلى تدمير 85% من الآليات الثقيلة، ما يعقّد عملية إزالة الركام. وتشير التقديرات الأممية إلى أنّ أكثر من 60 مليون طن من الركام والنفايات يجب رفعها لإعادة فتح الطرق والمرافق الحيوية.

وعلى أطراف خان يونس، تحاصر النفايات خيام النازحين، وفقًا لما ذكره المواطن سلمان أبو عابد، الذي أشار إلى انتشار القوارض والحشرات وانبعاث الروائح الكريهة، ما يزيد من تهديد الصحة العامة ويحوّل المكان إلى “مكرهة بيئية وصحية خطيرة”.

ويؤكد جاكو سيليرز، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين، أن إدارة النفايات الصلبة تشكّل تحديًا كبيرًا أمام جهود إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن البرنامج يشرف على 47 موقعًا مؤقتًا لجمع النفايات لضمان سلامة المجتمعات القريبة، مع التركيز على فتح الطرق وتسهيل الوصول إلى المرافق الصحية والتعليمية.

وتعمل الهيئة العربية الدولية للإعمار وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع وزارة الأشغال العامة والإسكان على إزالة الركام وفتح الشوارع الحيوية ضمن خطة الحكومة لإعادة الإعمار في القطاع.

وتشير المصادر المحلية إلى أن كل شارع في غزة تضرر، بينما توقفت ثماني مضخات مياه رئيسية بشكل جزئي أو كامل، ما تسبب بتسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع، وسط تحذيرات من تلوث المياه الجوفية مع اقتراب فصل الشتاء. وفي خان يونس، يقدر حجم الركام بـ 400 ألف طنوالنفايات بـ 350 ألف طن، مع تدمير أكثر من 300 كيلومتر من شبكات المياه بالكامل.

ووفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد دمّر الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 102,067 مبنى بشكل كلي، وتضرر حوالي 192,812 مبنى بشكل كبير، ما يعني تدمير نحو 330,500 وحدة سكنية، إضافة إلى المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والمنشآت الاقتصادية، مع تدمير كامل لشبكات البنية التحتية.

وتحذر المؤسسات المحلية والدولية من أن استمرار تراكم النفايات والركام قد يؤدي إلى موجات أمراض جلدية وتنفسية وتسمم بيئي، خصوصًا في مناطق النازحين.

رغم كل ذلك، ما تزال إرادة السكان حاضرة. يقول المواطن ثائر الأسطل من شمال خان يونس: “نحلم فقط أن تستمر التهدئة لنبدأ بإزالة الركام والنفايات، وربما بداية حياة جديدة”. وبين أكوام الركام والنفايات، يحاول المواطنون استعادة حياتهم وإعادة ترميم ما يمكن بأيديهم، حاملين خيوط الأمل في مدينة أنهكتها الحرب.

Share This Article