صراحة نيوز- في ساحة خارجية على هامش انعقاد ملتقى الصناع بنسخته الثانية، الذي نظمته مؤسسة ولي العهد، يشاهد الزوار مجسمًا ضخمًا يحمل ألواحًا دائرية تنتظر شمس الصباح لتحولها إلى كهرباء تضيء عتمة البيوت وتقلل الكلف على الجيوب .
ويحمل المجسم على مساحة متر واحد تقريبا، وفق ما رصدته “المملكة” خلال الملتقى، اسم مشروع IRIS، وهو نظام هجين مبتكر يجمع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جهاز واحد ذكي، صُمم لتوفير طاقة نظيفة ومستدامة على مدار الساعة.
ويتميز المشروع بتقنياته الحديثة وقدرته الإنتاجية العالية التي تصل إلى أكثر من 1500 كيلوواط ساعي شهريًا، مما يجعله حلًا مثاليًا للمنازل، والشقق، والمزارع، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تبحث عن استقلال طاقي وخفض تكاليف الكهرباء.
مؤسس المشروع، طارق حمدان، قال لـ”المملكة” إن القدرة الإنتاجية للمشروع تصل إلى أكثر من 1500 كيلوواط ساعي شهريًا، وهي كمية تكفي لتغطية احتياجات ثلاث شقق أو منزل كامل أو مزرعة.
وأضاف حمدان، خلال تقديمه عرضًا عن المشروع، أن النظام يتمتع بقدرة تتبع شمسي تلقائي (Auto Tracking)، حيث يدور باتجاه الشمس تلقائيًا لزيادة كفاءة الامتصاص بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالألواح الثابتة.
كما يوفر النظام خاصية التنظيف الذاتي، إذ جُهّز بآلية تنظيف أوتوماتيكية تحافظ على كفاءة الألواح دون الحاجة إلى تدخل يدوي.
ولدى سؤاله عن صوت النظام أثناء تشغيله، قال حمدان إنه يعمل بشكل صامت وصديق للبيئة، حيث جرى تصميمه عمليًا ليكون قليل الضجيج والانبعاثات، مما يجعله مناسبًا للمناطق السكنية والريفية.
أما عن سبب تصميم المشروع بهذا الشكل، فأوضح أن الفكرة بدأت بعد سماع شكاوى تتعلق بعدم موافقة الجيران على تركيب الأنظمة التقليدية بسبب المساحة التي تتطلبها، مما دفعه والفريق المساند له إلى التفكير بتوفير المساحة عبر تصميم عمودي مبتكر يوفر أكثر من 80% من المساحة مقارنة بالأنظمة التقليدية، ما يجعله مناسبًا للأماكن الصغيرة أو فوق الأسطح.
ويؤكد حمدان أن النظام مستقل ويمكن تركيبه بسهولة دون الحاجة إلى تصاريح معقدة أو بنى تحتية ضخمة.
وأشار إلى أنه لا يتوفر في الأردن أي جهاز يعمل بنظامين (الرياح والشمس) على مساحة متر مربع واحد وبقدرة تخدم ثلاث شقق مجتمعة.
وفيما يتعلق بالكلفة، قال حمدان إنه في حال تشاركت ثلاث شقق في النظام، فإن الكلفة على الشقة الواحدة تبلغ نحو 1500 دينار، مشيرًا إلى أن النظام يعمل عبر تخزين الطاقة أو من خلال الربط على شبكة الكهرباء.
ولفت إلى أن البطارية الخاصة بالتخزين تُركّب داخل السكن بحجم 60×30 سم، وهي آمنة ولا تُحدث أصواتًا.
وأوضح حمدان أن النظام ينتظر الموافقات الرسمية لطرحه في السوق، مبينًا أن الفكرة خاصة به ولا تتبع لأي شركة، وإنما تولدت لديه بعد حادثة شخصية جرت معه عندما أراد تركيب نظام طاقة شمسية لمنزله.
وبيّن أن أكثر من 25 مهندسًا ومهندسة شاركوا في تنفيذ المشروع الذي استمر العمل عليه لعامين متواصلين.
يُشار إلى أن مؤسسة ولي العهد اختتمت، السبت، فعاليات النسخة الثانية من ملتقى الصنّاع في مركز الحسين الثقافي وهنجر رأس العين في العاصمة عمّان، ضمن أنشطة برنامج “مساحة الصنّاع”، أحد برامج المؤسسة.
واستقطب الملتقى أكثر من 4200 زائر من مختلف محافظات المملكة، بهدف توحيد وتمكين مجتمع الصنّاع والمبتكرين والمؤسسات الداعمة لهذا القطاع، من طلاب وباحثين وهواة ورواد أعمال ومصممين، ضمن منصة وطنية شاملة لتبادل الخبرات وبناء الشراكات وتحفيز الابتكار.
ووفّر الملتقى للزوار فرصة لتجربة أدوات التصنيع الرقمي، مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد وآلات التشغيل الرقمي (CNC) وقاطعات الليزر، والاطلاع عن قرب على كيفية توظيف هذه التقنيات في تطوير النماذج الأولية والمنتجات المبتكرة.
كما شهد الملتقى الإعلان عن “خارطة الصناع”، وهي منصة رقمية وطنية تُعدّ الأولى من نوعها في الأردن، تشكّل دليلًا شاملًا يربط بين مساحات التصنيع والمختبرات وحاضنات الإبداع والجامعات وجهات التمكين، ما يعزز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والشركات الناشئة والمبتكرين المستقلين.
وشهد الملتقى كذلك عقد حلقة نقاشية متخصصة بعنوان “تمكين مستقبل مجتمعات الصناع في الأردن” بمشاركة عدد من الجهات الداعمة للابتكار، إلى جانب معرض للابتكارات والمنتجات بمشاركة أكثر من 114 عارضًا من طلاب وشركات ناشئة ومصممين.
واختُتم الملتقى بتصويت الزوار لاختيار أفضل مشروع ابتكاري، إلى جانب عرض قصص نجاح لرواد أعمال ومبتكرين محليين، وتنفيذ ست ورش عمل تطبيقية وجلسات استشارية فردية ضمن “ركن الخبراء”، ومبادرة “مصعد الأفكار” التي أتاحت لأكثر من 60 شابًا عرض أفكارهم خلال دقيقة واحدة بهدف تشجيع الإبداع وتطوير المشاريع الريادية.

