أمانة عمان “بعبع”… الكل خايف يحكي

2 د للقراءة
2 د للقراءة
أمانة عمان "بعبع"… الكل خايف يحكي

صراحة نيوز – بقلم عدي أبو مرخية

من خلال عملي الميداني في إعداد المقابلات ورصد آراء المواطنين حول الدور المحوري الذي تؤديه أمانة عمّان الكبرى، حاولت مرارًا وتكرارًا أن أستمع إلى رأي أصحاب المحال التجارية ومهندسي الأبنية بشأن مستوى الخدمات المقدَّمة، وآلية تعامل الأمانة معهم.
لكن ما واجهته كان لافتًا؛ كل الإجابات تأتي من خلف الكواليس، إذ يرفض معظمهم الحديث علنًا، مرددين الجملة ذاتها:
“بلاش يبلّشوا فينا… مش ناقصنا مخالفات.”
شواهد ميدانية
في منطقة جبل المنارة، وبعد أن أزالت أمانة عمّان عددًا من الاعتداءات على الشوارع — من بينها محل لتقديم القهوة وبعض المنشآت الأخرى — توجهتُ إلى الموقع لاستطلاع آراء أصحاب المحال هناك.
لم أجد سوى شخص واحد وافق على التحدث، بينما فضّل الباقون الصمت، متذرعين بالخوف من أن تترتب عليهم مخالفات جديدة.
وفي وسط البلد، تكررت القصة ذاتها، نفس السؤال ونفس الإجابة، وكأن الخوف أصبح قاعدة لا استثناء.
حتى المقاولون والمهندسون الذين التقيتهم في مواقع مختلفة، تحدّثوا عن وجود مخالفات معروفة لمراقبي الأمانة، مؤكدين أن بعضهم يتغاضى عنها مقابل منافع شخصية، فيتحول الصمت إلى حماية، ويغدو الحديث مخاطرة لا أحد يرغب بخوضها.
وأحد المقاولين قال لي بصراحة:
“إحنا منخالف، والمراقبين عارفين، بس لو نحكي، منخسر شغلنا ومصلحتنا.”
بل إن بعض المواطنين أشاروا إلى أن تقديم شكوى ضد مخالفات واضحة، مثل العمل لساعات خارج الأوقات القانونية، لا يُقابل عادة بإجراء فعلي من الأمانة، ما يعمّق الإحساس العام بعدم العدالة والانتقائية في تطبيق القانون.
تساؤل مشروع
هل يعقل أن يخشى الجميع الحديث؟
هل باتت العلاقة بين الأمانة والمواطنين قائمة على الخوف المتبادل والمصالح الخفية؟
وهل يمكن أن نصلح واقع المدينة إن ظلّ الصمت سيد الموقف؟
إنها أسئلة مفتوحة على واقع مؤلم، واقعٍ لا يمكن أن يتغير ما دام الصوت خافتًا والحق يُقال همسًا.

Share This Article