صراحة نيوز- أكد أكاديميون وقانونيون أن خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة، يمثل خريطة طريق واضحة للمستقبل الأردني وموقفا ثابتا في مواجهة التحديات، ويجسد إرادة الدولة في الاستمرار بتنفيذ رؤية التحديث الشامل.
وأشاروا الى أن جلالته جدد التأكيد على ثوابت الأردن في دعم القضية الفلسطينية، وتعزيز صمود أهل غزة، والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات، مؤكدا الدور الذي تضطلع به المملكة على المستويين الإقليمي والديني.
وقال أستاذ القانون العام في كلية الحقوق بالجامعة الأردنية الدكتور محمد معاقبة، إن جلالة الملك ركز في خطاب العرش على مرحلة جديدة من العمل الجاد والمستمر، عنوانها التحديث والكفاءة وخدمة المواطن، مؤكدا أن الوقت ليس في صالح المتراخين، ولا مكان للتردد في مسيرة البناء الوطني.
وأضاف، إن الخطاب الملكي جاء بمضامين واضحة تجسد إرادة الدولة في الاستمرار بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي وصولا إلى نمو شامل ومستدام، ينعكس مباشرة على حياة المواطنين من خلال فرص عمل حقيقية، ومشاريع كبرى، واستثمارات نوعية، وتحسين مستوى المعيشة.
وأشار معاقبة إلى أن إصلاح القطاع العام يشكل محورا أساسيا في هذه الرؤية، ليشعر المواطن بأثر التطوير والارتقاء بالخدمات، إلى جانب دعوة جلالة الملك الحازمة للنهوض بالتعليم، وتطوير النظام الصحي، وتحديث قطاع النقل، وبما يعزز تنافسية الاقتصاد ويحسن نوعية الحياة في مختلف المحافظات.
وبين أن خطاب جلالته أكد أن الموقف الأردني كان واضحا وثابتا، إذ جدد جلالة الملك التأكيد على وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في غزة بكل الإمكانات، ومواصلة إرسال المساعدات والإغاثة الطبية، كما شدد على رفض الانتهاكات المتكررة في الضفة الغربية، وأن موقف الأردنيين راسخ لا يلين.
ولفت إلى أن القدس الشريف لم يغب عن الخطاب، حيث أعاد جلالته التأكيد على الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي يضطلع بها الأردن بشرف وأمانة ومسؤولية دفاعا عن هوية المدينة ومكانتها.
وأكد معاقبة أن خطاب الملك جدد الثقة بقدرة الأردنيين على حماية وطنهم وصون إنجازاتهم، وأن الأردن القوي بشعبه ومؤسساته سيبقى، بعون الله، نموذجا في الصمود والعزة والكرامة، معتبرا أن الإنجاز هو الرد الحقيقي على التحديات، وأن الأردن ماض في طريقه بثبات نحو المستقبل.
ولفت أستاذ القانون الدستوري في الجامعة الأردنية، الدكتور مشعل الماضي، إلى أن خطاب جلالته، أكد نهج الدولة الأردنية الثابت في التحديث والإصلاح الشامل، ضمن رؤية اقتصادية وإدارية متكاملة تهدف إلى رفع كفاءة مؤسسات الدولة وتحسين معيشة المواطن.
وأضاف، إن الخطاب يعكس إدراك القيادة الهاشمية لأهمية الوقت والحزم في تنفيذ برامج التحديث، خصوصا في قطاعات التعليم والصحة والنقل.
وأشار إلى أن جلالة الملك جدد التأكيد على ثوابت الأردن في دعم القضية الفلسطينية، وتعزيز صمود أهل غزة، والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات، مؤكدا الدور الذي تضطلع به المملكة على المستويين الإقليمي والديني.
وبين أن الخطاب أبرز روح المسؤولية الوطنية والتلاحم بين القيادة والشعب والجيش، مؤكدا أن قوة الأردن ومنعته تكمن في صلابته واستمراره رغم الأزمات التي رافقت الوطن منذ تأسيس إمارة شرق الأردن ولغاية اليوم.
وأكد، أستاذ القانون العام الدستوري والنظم السياسية، الدكتور معاذ أبو دلو، أن خطاب العرش جسد وحدة المواطن والقيادة، وركز على التلاحم الوطني، موجها رسائل معنوية تؤكد اهتمام جلالة الملك بالمواطن الأردني في مختلف القضايا السياسية والخدمية والاقتصادية.
وأشار أبو دلو إلى أن الخطاب شدد على ضرورة مواصلة السلطتين التنفيذية والتشريعية عملية التجويد والتحسين، خصوصا في الملف الاقتصادي، لما له من أثر مباشر على حياة المواطنين من خلال جذب الاستثمارات، وتخفيض معدلات البطالة، وتنشيط العجلة الاقتصادية.
ولفت إلى أن خطاب جلالته أكد أهمية أن يلمس المواطن نتائج ملموسة في تطوير القطاع العام، وتمكين السلطة التشريعية من أداء دورها في مراقبة السلطة التنفيذية وتشريع القوانين التي تخدم الصالح العام.
وبين أن الخطاب تناول الرسائل الداخلية في ظل واقع إقليمي متوتر، مؤكدا ضرورة تحصين الوطن وتعزيز وعي المواطن بالتحديات الخارجية، إلى جانب توجيه رسائل للخارج أكد فيها حرص الأردن على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وترسيخ دوره الثابت في الدفاع عنها.
وأوضح أن الخطاب جاء شاملا للملفات الداخلية والخارجية، داعيا السلطات الثلاث إلى العمل بشكل تكاملي لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، وتعزيز مسيرة بناء الدولة وتحسين أدائها بما ينعكس إيجابا على المجتمع.

