صراحة نيوز- رئيس كتلة عزم النيابية
النائب الدكتور وليد المصري
خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم في مجلس الأمة حمل بين سطوره معاني العزة والكرامة وأعاد التأكيد على أن الأردن سيبقى شامخاً وصامداً مهما تعاظمت التحديات، فقد جاء الخطاب الملكي شاملاً واضح الرؤية، عميق الدلالة، متكاملاً في الطرح، ومعبّراً عن وجدان الوطن ومسيرته الراسخة عبر العقود، فكان بمثابة رسالة قيادية تستنهض الهمم وتُجدد العهد بين القيادة والشعب على المضي قدماً في طريق البناء والإنجاز والإصلاح
منذ اللحظة الأولى لافتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة، تجلى المشهد الوطني بأبهى صوره، حيث التقت الرمزية الهاشمية العريقة بالإرادة الشعبية الحرة تحت قبة البرلمان، ليؤكد جلالة الملك أن مسيرة الدولة الأردنية مستمرة بثقة وثبات نحو المستقبل، وأن ما تحقق من إنجازات في مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري ما هو إلا خطوة على طريق طويل يتطلب عملاً وجهداً وإيماناً لا يلين
الخطاب الملكي لم يكن مجرد كلمات تُتلى في مناسبة دستورية، بل كان خارطة طريق وطنية متكاملة تحدد أولويات المرحلة المقبلة، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية، مؤكداً أن الإصلاح لا يُختزل بقرار أو قانون، بل هو نهج متكامل تتشارك فيه المؤسسات والأحزاب والمجتمع، وأن الأردن الذي وُلد في قلب الأزمات علّم العالم كيف يصنع من التحدي فرصة، وكيف يحوّل الصعاب إلى إنجازات تكتبها الأجيال فخراً واعتزازاً
كما شدد جلالته على أهمية النهوض بقطاعات التعليم والصحة والنقل باعتبارها ركائز أساسية للحياة الكريمة والتنمية الشاملة، داعياً إلى تحويل الخطط إلى واقع ملموس يشعر به المواطن في حياته اليومية، فالتنمية – كما أوضح – لا تكتمل إلا عندما تمس الإنسان الأردني في معيشته وكرامته، وعندما يكون الشباب والمرأة في مقدمة عملية البناء والتمكين
وفي البعد القومي، جدّد جلالته موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الأردن سيبقى السند الدائم للأشقاء الفلسطينيين في مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس أمانة تاريخية يؤديها الأردن بشرف وإخلاص، فهي التزام وطني وديني متجذر في وجدان الهاشميين منذ فجر النهضة العربية
لقد جاء الخطاب بلغة عربية رفيعة، تلامس العاطفة وتخاطب العقل، وفي قوله “نعم يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله، ولا يهاب شيئاً وفي ظهره أردني” عبّر جلالته عن العلاقة العميقة بين القائد وشعبه، القائمة على الثقة المتبادلة والمصير المشترك
إن خطاب العرش اليوم يمثل محطة وطنية مهمة في مسيرة الدولة الأردنية، يؤكد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة العمل الجاد والإنجاز، وأن الوطن بحاجة إلى توحيد الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية، فبالعزيمة والإرادة والتكاتف سنمضي جميعاً خلف قيادة جلالة الملك نحو أردن أقوى، أكثر تقدماً وعدالة وازدهاراً

