الملك: القوات الدولية ليست هي الجهة لفرض السلام في غزة

6 د للقراءة
6 د للقراءة
الملك: القوات الدولية ليست هي الجهة لفرض السلام في غزة

صراحة نيوز-نشرت قناة (بي بي سي) البريطانية على موقعها مقتطفا من المقابلة التي أجرتها مع جلالة الملك عبدالله الثاني، أشار جلالته فيها إلى أن الدول سترفض أن يُطلب منها “فرض” السلام في غزة إذا نُشرت بموجب خطة ترمب لوقف إطلاق النار، مبينا أن هناك فرقا بين فرض السلام وحفظه.
وقال الملك، وفقا للبي بي سي: “ما هي مهمة قوات الأمن داخل غزة؟ ونأمل أن تكون لحفظ السلام، لأنه إذا كانت تهدف إلى فرض السلام، فلن يرغب أحد في المساس بها”.
وأشار تقرير البي بي سي إلى أنه بموجب خطة الرئيس الأميركي ترمب للسلام المكونة من 20 نقطة، ستعمل الدول العربية والشركاء الدوليون على إرسال قوات استقرار “لتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية التي تم التحقق من أهليتها في غزة، وستتشاور مع الأردن ومصر اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال”، ومن المقرر أن تنزع حماس سلاحها وتتخلى عن السيطرة السياسية على القطاع.
وفي مقابلة مع بي بي سي بانوراما، قال جلالة الملك إن الأردن ومصر على استعداد لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، مشيرا إلى أن حفظ السلام هو أن يتم دعم قوات الشرطة المحلية، أي الفلسطينيين، التي ترغب الأردن ومصر في تدريبها بأعداد كبيرة، لكن هذا يستغرق وقتا، مضيفا، “إذا كنا نجوب غزة في دوريات مسلحة، فهذا وضع لا ترغب أي دولة في التورط فيه.”
وقال الملك في المقابلة إن الأردن لن يرسل قوات إلى غزة لأن بلاده “قريبة سياسيا جدا” من التطورات هناك.
وفي مقابلة برنامج بانوراما مع جلالة الملكة رانيا العبدالله، أشادت بالرئيس ترمب لجهوده في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وأضافت إنه استخدم الدعم الأميركي الدبلوماسي والعسكري والمالي كوسيلة للضغط على إسرائيل.
وأضافت الملكة: “وإنصافا له، كان ترمب أول رئيس منذ فترة طويلة يمارس ضغطاً فعلياً على إسرائيل. في السابق، عندما كانت إسرائيل تتجاوز الخطوط، كان الرئيس الأميركي قد يكتفي ببضع كلمات التوبيخ أو مجرد تحذير بسيط”.
وزادت: “أما الرئيس ترمب فقد نجح فعلاً في حمل (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على الموافقة لوقف إطلاق النار، وآمل أن يواصل الانخراط في هذه العملية”.
وأشار تقرير بي بي سي إلى أنه عندما سُئل الملك عما إذا كان يثق بقدرة حماس على الوفاء بوعدها بالتخلي عن أي دور سياسي في غزة، أجاب: “لا أعرفهم، لكن من يعملون معهم عن كثب – قطر ومصر – يشعرون بتفاؤل شديد بأنهم سيلتزمون بذلك.”
وأضاف الملك: “إذا لم نحل هذه المشكلة، وإذا لم نجد مستقبلا للإسرائيليين والفلسطينيين وعلاقة بين العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل، فسنكون في مأزق.”
وعندما سُئلت الملكة رانيا عما إذا كانت تعتقد أن السلام الدائم ممكن، قالت إن الأمل في هذا ليس ساذجاً، بل شكل من أشكال التحدي.
ومضت قائلة: “أؤمن حقاً بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يمكنهم العيش جنباً إلى جنب”.
وأضافت “وفي الأجواء الحالية، هناك قدر كبير من العداء، والغضب، والحزن، والكراهية، والتشاؤم المتبادل بين الشعبين، بحيث يصعب عليهما تحقيق السلام بمفردهما. لست واهمة في ذلك، لكنني أعتقد أن الضغط من المجتمع الدولي هو الطريق الوحيد”.
وتابعت: “خلال العامين الماضيين بدا الأمل بعيد المنال مرات كثيرة. اختيار الأمل لم يكن أمراً سهلاً، إنه أمر صعب وثقيل، لكنه الطريق الوحيد الذي لا ينكر على الفلسطينيين حقوقهم، ولا ينكر كفاحهم أو إنسانيتنا”.
وأشار تقرير بي بي سي إلى أن الأردن شارك في جهد دولي لإيصال المساعدات إلى غزة وإجلاء المرضى والجرحى من الأطفال. وقد حلّقت طائرات الملك فوق القطاع في ثلاث مهمات لإسقاط المساعدات بالمظلات.
وقال الملك، وفقا للتقرير، متحدثا عن تجربته في الإنزالات الجوية: “كان النظر من خلف الطائرة صادما للغاية. لقد صدمني دمار ذلك الجزء من غزة. لقد رأيت ذلك بنفسي. كيف نسمح نحن كمجتمع دولي، بحدوث هذا، إنه أمر لا يمكن تصديقه.”
وانتقدت الملكة رانيا المجتمع الدولي لفشله – على حد قولها- في وقف الحرب لمدة عامين.
وقالت: “هل تتخيل ماذا يعني أن تكون والداً خلال العامين الماضيين؟ أن ترى أطفالك يعانون، يتضورون جوعاً، ويرتجفون من الخوف، وأنت عاجز عن فعل أي شيء؟ وأن تعلم أن العالم كله يشاهد ولا يفعل شيئاً؟ ذلك الكابوس هو كابوس لأي والد، لكنه كان واقع الفلسطينيين اليومي خلال العامين الماضيين.”
ولفت تقرير البي بي سي إلى أن الملك طلب دعم الرئيس ترمب لإجلاء 2000 طفل فلسطيني يعانون من أمراض خطيرة من غزة. وفي اجتماع بالبيت الأبيض في شباط، وصف ترمب هذه الخطوة بأنها “لفتة جميلة”. ومنذ ذلك الحين، تم إجلاء 253 طفلاً إلى الأردن. ولإخراج الأطفال وأولياء أمورهم من القطاع، يجب أن يخضعوا لفحص أمني شامل من قبل إسرائيل والدول المضيفة. وقد وصفت منظمة الصحة العالمية هذه العملية بأنها “بطيئة للغاية”.
وفقا للبي بي سي، تؤكد المجموعة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على المساعدات المقدمة إلى غزة – مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (COGAT) –، أنها تولي “أهمية كبيرة” لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك إجلاء المرضى الذين يعانون من “حالات طبية معقدة”.

Share This Article