صراحة نيوز – كتب المحامي حسام العجوري
في ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه ، يواصل الأردن مسيرته بثبات نحو مستقبل اقتصادي واعد يقوم على الاعتماد على الذات واستثمار الثروات الوطنية . لقد كانت توجيهات جلالته الدائمة واضحة وصريحة بضرورة دعم الاقتصاد الوطني ، وتمكين القطاعات المنتجة ، والبحث عن مصادر طاقة محلية تعزز مناعة الأردن الاقتصادية وتحقق الاكتفاء الذاتي .
وفي هذا السياق، نوجه هذه الرسالة إلى معالي علاء البطاينة ، مدير مكتب جلالة الملك المعظم ووزير الطاقة الأسبق ، ذلك الرجل الذي عرفناه مثالاً في الإخلاص والانتماء والعمل الوطني الصادق ، و المهتم دائماً بمتابعة المشاريع التنموية والمبادرات التي تحمل رؤية عملية لتقوية الاقتصاد الوطني وتنمية موارد الدولة .
لقد شهد الأردن مؤخراً حدثاً علمياً واقتصادياً لافتاً تمثل في زيارة شركة الشرق الأوسط للأبحاث العلمية واستكشاف النفط والغاز والمياه ، التي أذهلت مهندسي وزارة الطاقة بما قدمته من تقنيات متطورة ودقيقة في مجال استكشاف النفط والغاز .
فقد قامت الشركة بزيارات ميدانية إلى حقل الريشة والأزرق ، وأثبتت من خلال أجهزتها وتقنياتها الرائدة وجود حقول نفطية غزيرة ذات مؤشرات واعدة ، تمثل نقلة علمية نوعية في تاريخ الاستكشاف داخل المملكة .
ولم يتوقف الإعجاز التقني عند هذا الحد، بل أثبتت الشركة المثبت لدى وزارة الطاقة والثروة المعدنية بعد أن قام مهندسو الوزارة باختبار التقنية في حقول حفرت مسبقاً ، فجاءت نتائج شركة الشرق الأوسط مطابقة للواقع، بل صدمت الكادر الفني بخطأ التقديرات السابقة ودقة النتائج الجديدة.
إنها ثورة علمية أردنية بكل المقاييس، تمهد لانطلاقة نوعية يمكن أن تعيد رسم خريطة الثروات الطبيعية في الأردن .
إننا اليوم بحاجة إلى إرادة قوية وقرار وطني جريء يصنع التغيير، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاكتشاف والبناء، انسجاماً مع رؤية جلالة الملك في تحويل الأردن إلى مركز إقليمي للطاقة والمعرفة والابتكار .
الأردن إرادة وقرار، والإرادة إذا وُجدت، تحقق المستحيل.

