صراحة نيوز -قالت إحدى النازحات السودانيات إن عناصر قوات الدعم السريع اعتدوا على رجال أثناء فرارهم من مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور، بعد أن أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة، وهو ما أكده مسؤولو إغاثة، وصور أقمار صناعية، ومقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وسقطت الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، أول أمس الأحد، وسط محاولات آلاف المدنيين النزوح، بينهم النازحة إكرام عبد الحميد وأفراد أسرتها الأربعة. وأظهرت شهادتها المباشرة، بعد وصولها إلى بلدة تحت سيطرة قوات محايدة، حجم المعاناة التي واجهها المدنيون أثناء حصار المدينة الذي دام 18 شهرًا.
وأوضحت إكرام أن الرجال فُصلوا عن النساء عند حاجز ترابي أقامته قوات الدعم السريع، حيث تعرض بعض الرجال للضرب وإطلاق النار، بينما أُجبرت النساء على المضي قدمًا من دون معرفة مصير أقاربهم. وقالت: “صفوا الرجال، وقالوا إنهم يريدون الجنود.. وعندما لم يرفع أي منهم يده، انتقى بعضهم فقُتلوا وأُطلق عليهم الرصاص أمامنا”.
وأظهرت صور أقمار صناعية ومقاطع فيديو، قالت المنظمات الإنسانية إنها تشير إلى عمليات اعتداء واسعة، بما في ذلك إعدامات موجزة واستهداف المدنيين أثناء محاولتهم الفرار. وأكدت الأمم المتحدة أن التقارير الموثوقة تشير إلى وقوع انتهاكات واسعة النطاق في المدينة.
وعلى الصعيد الإنساني، ذكر تقرير النازحة أن حفيدها البالغ من شهرين، والذي فقد والديه خلال الحصار، أصيب بالمرض بعد تناوله علف حيوانات متعفّن، وحصل على الحليب مرة واحدة فقط منذ وفاة والدته، بينما تمت تغذيته بمحلول معالجة الجفاف حتى الوصول إلى بلدة طويلة. وأظهرت منظمة أطباء بلا حدود أن 75% من الأطفال الوافدين من الفاشر يعانون سوء تغذية مزمنًا، و26% منهم يعانون من سوء تغذية حاد.
وتستضيف بلدة طويلة حوالي 800 ألف نازح، معظمهم من الفاشر ومخيم زمزم القريب، وسط تحذيرات من احتمال وقوع هجمات انتقامية بدوافع عرقية بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الإقليم.

