صراحة نيوز -أطلقت روسيا منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2025 مرحلة تجريبية واسعة لقنابل جوية موجهة ذات دفع صاروخي تعرف بـ«KAB»، في تحول تقني يهدف إلى تحويل القنابل التقليدية إلى ذخائر بعيدة المدى وأكثر دقة. وتمتاز هذه القنابل بأنها مزوَّدة بأنظمة توجيه ومحركات دفع صغيرة تتيح لها طيرانًا موجهًا لمسافات تتراوح حسب التقديرات بين 150 و200 كيلومتر، بدلاً من السقوط الحر المعتاد للقنابل التقليدية.
سجلت تقارير أوكرانية استخدامًا ميدانيًا لهذه القنابل خلال هجمات استهدفت مناطق مثل كاميانسكي وميكولايف ولوزوفا، حيث لوحظت أجسام متحركة بسرعة قبل وقوع انفجارات. وتُظهر هذه الخطوة رغبة موسكو في توسيع نطاق ضرباتها الجوية مع حفاظ الطائرات الحاملة — مثل طرازَي Su-34 وSu-24 — على مسافة آمنة من خطوط المواجهة.
تقول تحليلات غربية وأوكرانية إن الهدف من تطوير «KAB» متنوع: زيادة مدى وفعالية الذخائر الجوية، تقليل الاعتماد على المسيرات التي تعرضت لعمليات إسقاط وتشويش، توفير بدائل أقل كلفة من صواريخ كروز، وتجريب نماذج متعددة لاختيار الأنسب للإنتاج. وأشارت تقارير إلى بدء إنتاج محدود لنماذج محدثة أُطلق عليها أسماء عملية مثل «Grom-1» و«Grom-2» ومزوَّدة بوحدات توجيه وتصحيح مسار موحدة.
من ناحيتها، تقلل قيادة القوات الأوكرانية من شأن التهديد الاستراتيجي للقنابل في الوقت الراهن، معتبرةً أن منظومات الدفاع الجوي الحديثة قادرة على اعتراضها، وأن أداءها لا يوازي قدرة صواريخ كروز على تغيير ميزان القوى الميداني. ومع ذلك، تراها خطوة نوعية في تكيف موسكو مع متطلبات المعركة والبحث عن وسائل أقل كلفة وأكثر مرونة لضرب العمق.
ردًا على ذلك، تعمل أوكرانيا عبر مكاتب تصميم محلية على مشروع تحويل ذخائر جوية قديمة إلى قنابل موجهة محلية الصنع، استُخدمت تسميات إعلامية لها مثل «KAB الأوكرانية»، وتُقدَّر مداها بحوالي 80 كيلومترًا — أقل من المدى الروسي المعلن، لكنها تمثل محاولة لتعزيز الاكتفاء المحلي في الذخائر الذكية.
باختصار، تشكّل تجربة «KAB» الروسية مرحلة جديدة في سباق التسلح الجوي فوق ساحات العمليات الأوكرانية: تحويل القنابل التقليدية إلى ذخائر موجهة وبعيدة المدى يُحتمل أن يغير أنماط الضرب الجوي التكتيكي، ويُحمل آثارًا على طرق الاعتماد على الطائرات والمجال الجوي في النزاع المستمر.

