صراحة نيوز- بقلم / د. نضال شديفات
بين الحين والآخر تظهر نماذج مشرقة في مختلف المجالات تحاول مساعدة الطلبة لمواجهة الصعاب لكننا وللأسف الشديد نشهد هجوما غير مبرر بدل أن نرى احتفاء بهم وتشجيعا لهم. هذه الظاهرة المحبطة تدفعنا للتساؤل لماذا نستهجن تصوير الخير بدل أن نحتفي به ولماذا نسيء الظن بنواياهم بدل أن نرى في أعمالهم مصدر قدوة للآخرين ؟!
والحقيقة أن مساعدة الطلبة ليست عملا بسيطا وقد حثنا ديننا الحنيف على التيسير على الناس ومد يد العون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة.
لذا فإن تسليط الضوء على النماذج الخيرة في مجتمعنا لا يتعلق بتلميع الصور الشخصية أو البحث عن الشهرة بل يهدف بالأساس إلى تشجيع الآخرين على الاقتداء بهذه النماذج والاستفادة من تجاربها
ولو توفرت وسائل التقنية الحديثة في الزمن الماضي لرأينا فيديوهات تحكي فضائلهم وأعمالهم الخيرية لتكون قدوة عملية للناس جميعا .
واعتقد أن نشر المبادرات التي تساعد الطلبة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الكثيرون أصبح ضرورة ملحة سواء كانت مساعدة في إنجاز المعاملات أو توفير موارد تعليمية أو تقديم الدعم المادي والمعنوي لا بل تشكل عاملا حاسما في استمرار الكثير من الطلبة في مسيرتهم التعليمية كما تساهم في تخفيف الأعباء النفسية والمالية عن كاهلهم وأسرهم
بدلا من مهاجمة أصحاب الأعمال الخيرية بسوء الظن والبحث عن دوافع خفية وراء تصرفاتهم النبيلة ينبغي لنا أن ننشر ثقافة التقدير والتشجيع وأن نعمل على توسيع رقعة الخير في مجتمعنا فالمجتمع الذي يحتفي بالخير ويشيد بأهله هو مجتمع يزرع بذور الخير في كل مكان ويحفز المزيد من المبادرات الإيجابية التي تعود بالنفع على الجميع بدلا من نشر الخوف والتحسب من أي مبادرة .
وأن تشجيع المبادرات ونشرها ليس فيه تقليل من قيمة الآخرين بل هو واجب وطني ومسؤولية مجتمعية تتطلب منا جميعا الوقوف معهاا ودعمها بدلا من أن ننشغل في البحث عن الهفوات والأخطاء ففي الإشادة بالمعروف وتقدير جهود المحسنين بناء لمستقبل أفضل للجميع وتمهيد لظهور المزيد من النماذج الإيجابية التي تسهم في رفعة مجتمعنا وتقدمه
هذا رايي والله ولي التوفيق

