حقل الريشة الغازي الأردني: من مورد محلي إلى محرك اقتصادي واستراتيجي

5 د للقراءة
5 د للقراءة
حقل الريشة الغازي الأردني: من مورد محلي إلى محرك اقتصادي واستراتيجي

صراحة نيوز- عقد المنتدى الاقتصادي الأردني، جلسة حوارية بعنوان “حقل الريشة الغازي: فرصة جديدة لاقتصاد جديد – من أصل استراتيجي إلى محرك للاقتصاد الوطني”، بحضور رئيس المنتدى مازن الحمود، ومشاركة رئيس مجلس إدارة شركة البترول الوطنية المهندس ليث القاسم، والمدير العام للشركة المهندس محمد الخصاونة.

وبحسب بيان صدر عن المنتدى اليوم الأحد، أوضح القاسم، أن المرحلة الجديدة تتطلب نظرة استراتيجية أشمل من مجرد زيادة الإنتاج، مشيرا إلى أن الشركة عملت على توسيع مهامها من الجوانب التقنية إلى بناء شراكات جديدة مع القطاع الصناعي.

وبين أن الشركة تعمل حاليا مع 3 جهات صناعية رئيسية تقوم بضغط الغاز وتوزيعه للمصانع، مبينا أن هذا التحول سيسهم في خفض تكلفة الطاقة على القطاع الصناعي بنسبة تتراوح بين 40 – 60 بالمئة، ما يمنح المصانع الأردنية قدرة أعلى على المنافسة في الأسواق الخارجية.

وشدد القاسم، على أهمية تطوير صناعات محلية قائمة على الغاز الخام، موضحا أن الدول التي نجحت في تحويل مواردها الطبيعية إلى قوة اقتصادية، ولم تكتف بتصدير الخام، بل استثمرته في صناعات تحويلية رفعت القيمة المضافة وفرت وظائف نوعية.

وقال إن طموح الشركة اليوم هو أن تكون منطقة الريشة مركزا لصناعة الغاز في الأردن، تجذب المستثمرين وتوفر فرصا صناعية تصديرية جديدة، مبينا أن الشركة تمتلك اليوم القدرة على تغطية ما نسبته 25 بالمئة من احتياجات المملكة من الغاز الطبيعي بفضل التطورات الفنية والتوسعات التي شهدها حقل الريشة خلال السنوات الأخيرة.

من جانبه، أكد المدير العام للشركة المهندس محمد الخصاونة، أن نسبة النجاح في حفر الآبار الجديدة ارتفعت من 25 بالمئة إلى أكثر من 73 بالمئة بعد إعادة تقييم التكوينات الجيولوجية واستخدام تقنيات متقدمة، وأن تكلفة الحفر انخفضت إلى نحو 4 ملايين دينار للبئر الواحدة نتيجة لتطبيق أساليب إدارة مخاطر مبتكرة في التعاقدات والمشتريات.

وأشار إلى أن الطاقة المنتجة محليا في الأردن، بما في ذلك الغاز والطاقة المتجددة والصخر الزيتي، تشكل اليوم نحو 25 بالمئة من إجمالي الاستهلاك مقارنة بـ4 بالمئة فقط عام 2010، متوقعا أن يزداد تأثير الغاز المحلي ويرتفع من 6 بالمئة حاليا إلى أكثر من 30 بالمئة من إجمالي الطاقة الأولية المستهلكة بعد اكتمال خطوط الأنابيب الجديدة التي ستربط الحقل بالمناطق الصناعية وصناعات الأسمدة في الشمال والوسط.

وأضاف أن 3 مصانع أردنية كبرى بدأت بالفعل باستخدام الغاز المحلي لتشغيل عملياتها، ما خفض تكاليف الطاقة لديها بنسبة تتراوح بين 30 و50 بالمئة.

وأوضح أن إنتاج الغاز من الريشة ارتفع من نحو 8 ملايين قدم مكعب يوميا قبل عام 2019 إلى أكثر من 22 مليون قدم مكعب حاليا، مع توقعات بأن تصل القدرة الإنتاجية إلى 80 مليون قدم مكعب يوميا خلال السنوات المقبلة، فيما سيبقى الاستهلاك الوطني حتى عام 2030 في حدود 350 مليون قدم مكعب يوميا، بحيث يشكل الغاز المحلي نحو 6 بالمئة من هذا الطلب.

وأشار الخصاونة إلى أن المسافة بين حقل الريشة ومراكز الاستهلاك في المملكة تمثل تحديا لوجستيا يتطلب استثمارات تتجاوز 300 مليون دولار لمد أنابيب نقل جديدة، وهو ما تسعى الشركة لتحقيقه من خلال شراكات مع مستثمرين محليين وأجانب.

وأكد أن شركة البترول الوطنية تعمل اليوم بعقول وسواعد أردنية بالكامل، وأن نجاحها في تحقيق نسب نجاح تفوق 70 بالمئة في الحفر مقارنة بـ25 بالمئة سابقا، وخفض تكلفة الحفر والصيانة إلى النصف، يمثل إنجازا وطنيا بكل المقاييس، موضحا أن التطوير المستمر للقدرات الوطنية هو مفتاح الاستدامة في هذا القطاع.

وأضاف أن الخطة تستهدف زيادة الإنتاج بمقدار 10 أضعاف خلال السنوات الست المقبلة، من خلال برنامج حفر متكامل يشمل حفر 145 بئرا جديدة موزعة على مراحل زمنية متتابعة حتى 2030، مبينا أن الشركة استندت في إعداد هذه الخطة إلى دراسات جيولوجية ومسوحات زلزالية دقيقة أثبتت وجود مكامن غازية واعدة قابلة للتطوير التجاري.

وأوضح أن المرحلة الأولى من الخطة بدأت فعليا منذ مطلع العام الحالي، وجرى التعاقد مع شركات متخصصة لتوريد المعدات الحديثة اللازمة لعمليات الحفر والإنتاج لزيادة عدد الحفارات وحفر أكبر عدد من الآبار سنويا، للوصول إلى قدرة إنتاجية تزيد على 400 مليون قدم مكعب، بالتزامن مع الانتهاء من ربط غاز الريشة مع شبكة أنابيب الغاز العربي.

وبين أن المشروع الأهم ضمن الخطة هو إنشاء خط أنابيب الغاز بين حقل الريشة ومنطقة الخناصري الصناعية في المفرق، بطول يقارب 300 كيلومتر، وبطاقة نقل تصل إلى 500 مليون قدم مكعب يوميا.

واختتمت الجلسة بنقاش موسع مع الحضور تناول مستقبل الطاقة المحلية ودور القطاع الخاص في استثمار الموارد الوطنية، إذ أجمع المشاركون على أن حقل الريشة يشكل فرصة تاريخية لإعادة صياغة منظومة الطاقة في الأردن وتحويلها من عبء إلى مصدر استراتيجي للنمو، شرط أن تتكامل الجهود بين في استثمار هذا المورد بكفاءة واستدامة.

Share This Article