صراحة نيوز- بدأت “غوغل” هذا الشهر طرح نظامها الجديد Gemini for Home، الذي يمثل خطوة مهمة نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأجهزة المنزلية الذكية، خصوصاً عبر كاميرات Nest Cam ومساعدها الرقمي.
لكن ما كان من المفترض أن يكون نقلة نوعية في عالم المنازل الذكية، تحوّل سريعاً إلى سلسلة من المواقف الطريفة والمقلقة في آن واحد، بعد أن أبلغ بعض المستخدمين عن مشاهدات وهمية وتنبيهات خاطئة يصدرها النظام.
ذكاء اصطناعي يرى “ما لا يُرى”
من أبرز الحالات التي انتشرت على الإنترنت، تلقي الصحفي ريان ويتوام من موقع Ars Technica تنبيهاً من كاميرا Nest يفيد بدخول “غزال” إلى غرفة المعيشة، ليتضح لاحقاً أن الكائن المزعوم كان كلبه الأليف فقط.
وفي حادثة أخرى، رصد النظام “أشخاصاً مزيفين” في بث مباشر بينما لم يكن هناك أحد فعلياً في المكان.
لم تقتصر الأخطاء على التعرف البصري فقط، إذ أشار مستخدمون إلى أن التحديث الجديد تسبب في تعطّل الروتينات الذكية، وفشل بعض الأوامر الصوتية، وحتى صعوبة التحكم بالأجهزة المنزلية المرتبطة بالنظام.
بين الطموح والواقع
تسعى “غوغل” من خلال Gemini إلى جعل المنزل أكثر ذكاءً وأماناً، لكن التجارب المبكرة كشفت عن ثغرات في قدرة النظام على فهم المشهد الواقعي بدقة.
فالإنذارات عن “زوار وهميين” أو “حيوانات خيالية” قد تثير الضحك، لكنها تقلل أيضاً من ثقة المستخدمين، خصوصاً أن هذه الأجهزة تُسوّق كأدوات أمنية.
ويحذر الخبراء من أن التنبيهات الكاذبة قد تسبب إزعاجاً للمستخدمين أو تجعلهم يتجاهلون التنبيهات الحقيقية لاحقاً، ما يقلل من القيمة الأساسية لهذه الأنظمة في حماية المنازل.
الخطوة المقبلة لغوغل
تعتزم الشركة خلال الأشهر القادمة تحسين خوارزميات التعرف البصري وتحديث برامج كاميرات Nest لتقليل الأخطاء، إضافة إلى تعزيز إعدادات الخصوصية وآليات تصفية التنبيهات غير الدقيقة.
وينصح الخبراء المستخدمين بالتعامل مع تنبيهات Gemini كمقترحات قابلة للتحقق، وليس كحقيقة مطلقة، ومراجعة البث المباشر للكاميرات عند ورود أي إنذار غير معتاد.
يبدو أن “غوغل” ما زالت في مرحلة “التعلم” داخل المنازل الذكية، إذ يحتاج ذكاؤها الاصطناعي إلى إشراف بشري قبل أن يتحول إلى الحارس الموثوق الذي وعدت به الشركة.

