أسهم التعدين الأميركية ترتفع وسط التوترات الجيوسياسية

3 د للقراءة
3 د للقراءة
أسهم التعدين الأميركية ترتفع وسط التوترات الجيوسياسية

صراحة نيوز -تتسارع وتيرة سباق السيطرة على المعادن النادرة حول العالم، مع تسجيل أسهم شركات التعدين الأميركية قفزات هائلة تجاوزت في بعضها 300% منذ بداية العام، وسط احتدام المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين.

وتُعد العناصر النادرة مكونات أساسية في التقنيات الحديثة، من الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية إلى أنظمة الدفاع والطاقة المتجددة.

وقال توني سيج، الرئيس التنفيذي لشركة Critical Metals، إن “العالم يعيش اليوم طفرة المعادن النادرة، وهي طفرة المستقبل التي ستغذي كل ما سبقها من ذهب ونفط وتكنولوجيا”، وفق تقرير نشرته شبكة CNBC واطلعت عليه العربية بزنس.

قفزات غير مسبوقة في الأسهم الأميركية
ارتفعت أسهم Critical Metals بنسبة 241% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فيما تجاوزت مكاسب شركات NioCorp Developments وEnergy Fuels وIdaho Strategic Resources حاجز 100% في الفترة نفسها.
وعلى مدار العام، تضاعف سهم Energy Fuels أربع مرات، في حين ارتفع سهم NioCorp نحو خمسة أضعاف.

ورقة ضغط جيوسياسية بين واشنطن وبكين
تحولت العناصر النادرة إلى ورقة مساومة رئيسية في الصراع الاقتصادي بين واشنطن وبكين، حيث تهيمن الصين على سلاسل الإمداد العالمية لهذه المعادن، وهددت مؤخراً بتوسيع قيود التصدير.
غير أن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية أسفر عن اتفاق بتأجيل القيود عاماً إضافياً، ما دفع بأسهم التعدين الأميركية إلى مزيد من الارتفاع.

طفرة واعدة لكن غير مستقرة
أوضح سيج أن “كل طفرة تحمل مبالغات استثمارية”، مبيناً أن بعض الشركات ستفشل كما حدث في قطاعات النفط والذهب سابقاً، إلا أن الاتجاه العام يبقى صاعداً، والمشروعات القوية ستقود المرحلة المقبلة.

من جانبه، أشار كيفن داس، المستشار الفني في شركة New Frontier Minerals الأسترالية، إلى أن السوق يعيش “دورة فائقة طويلة الأمد” مدفوعة بنقص الاستثمار وارتفاع الطلب المرتبط بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن إدارة ترامب عززت هذا الاتجاه عبر صفقات للسيطرة على موارد غرينلاند والتعاون مع أوكرانيا، إضافة إلى اتفاقات مع شركة MP Materials الأميركية، ما يمهد لموجة نمو ممتدة.

تحول هيكلي طويل الأمد
في المقابل، يرى أودون مارتنسن، رئيس أبحاث سلاسل الإمداد في Rystad Energy، أن ما يحدث يمثل بداية تحول صناعي طويل أكثر من كونه طفرة قصيرة المدى، مشيراً إلى انتقال الدول من “سد الفجوة عبر الواردات” إلى “استخراج الفجوة محلياً”، وهي عملية مكلفة ومعقدة.

وأكد غيرنوت فاغنر، خبير الاقتصاد المناخي في جامعة كولومبيا، أن سباق تأمين المعادن الحرجة تحكمه عوامل سياسية وهيكلية، مبيناً أن الصين تهيمن على القطاع بفضل استثماراتها الطويلة الأمد، وأن محاولات الغرب لإعادة توطين الإنتاج مبرَّرة لكنها ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار عالمياً.

Share This Article