انس القراله : الفن يحفظ قيم المجتمع وتاريخه وتراثه

6 د للقراءة
6 د للقراءة
انس القراله : الفن يحفظ قيم المجتمع وتاريخه وتراثه

صراحة نيوز- بقلم / انس القراله

في مدينة العقبة، حيث البحر يلتقي بالجبال ورمالالصحراء، استطاع الفنان الشاب أنس القرالة أن ينقشصوته كواحد من الأصوات التي استطاعت أن تحفرحضورها بجهد شخصي وإيمان راسخ، ويثبت فنّه كناقلحقيقي لابداع رسالة الفن الاردني، وبتكريم ملكي مميز.

فمنذ سنوات، عرفه العقباويون عبر هدير صوته الإذاعيالفريد في إذاعة صوت العقبة، وألِف الاردنيون حضوره فيالأعمال البدوية والاجتماعية التي حملت طابعا أصيلا منهوية الدراما المحلية.

واليوم ومع تسارع مواقع التواصل الاجتماعي، عاد القرالةليؤكد أن الفن يمكن أن يتخذ أشكالا جديدة تتجاوزالشاشة التقليدية، من خلال إطلاقه برنامجنخوةفيرمضان الماضي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بمبادرةفردية حملت طابعا مجتمعيا وإنسانيا، ويبحث رغم تحدياتالفنان عن وجه أخرى رغم زوبعة الضغوطات التي تحيط بالفن المحلي بشكل عام.

اهم اعمالة الفنية ومشاركاتة الخارجية

شارك القراله في العديد من المسلسلات منها رعود المزن واكباد مهاجرة وذياب هباب الريح وبوابة القدس والدمعة الحمراء ومالك بن الريب وتحقيق امني وذباح غليصوالخوابي والحنين الى الرمال والدوار العاشر وذهب أيلول  وغيرها الكثير وعلى المستوى الخارجي شارك في المهرجان الدولي لمسرح الطفل في المملكة المغربية ومهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في دولة الامارات ومهرجان جنوب سيناء في مسرحية زين المها ومهرجان تريبيكا السينمائي في نيويورك في فيلم خط التماس ويعتبر القراله ان انطلاقتة السينمائية كانت بفيلم لما شفتك الحاصل على 7 جوائز عالمية من اخراج آن ماري جاسر

نخوة“: مبادرة ولدت من رحم القيم

البرنامج، الذي حمل عنواننخوة، لم يكن إنتاجا ضخماولا عملا تلفزيونيا مرعيًا من جهة رسمية، بل كان جهداذاتيا من القرالة وفريق صغير آمن بالفكرة،هدفه الأساسيـ كما يوضح القرالة ـ هو إحياء قيم التكافل والمروءةوالشهامة في المجتمع الأردني، وتسليط الضوء علىقصص إنسانية تُعلي من شأن مساعدة الآخرين بلامقابلأ، خلال شهر رمضان المبارك.

يقول القرالة في حديث للرأي: “أردت أن يكوننخوةأكثرمن مجرد عرض قصصي، بل منصة رقمية حاضرة لإعادةالتذكير بأن الشهامة ليست ماضٍ بعيد، بل هي واقع ما زالحاضرا في تفاصيل حياتنا. كان رمضان فرصة مثاليةلإطلاق هذا العمل، لأنه شهر يعكس روح العطاء والتراحم“.

ورغم تواضع الإمكانات التقنية والإنتاجية، استطاعالبرنامج أن يجد صدى واسعا على منصات التواصل،حيث تفاعل الجمهور معه من خلال التعليقات ومشاركةالقصص، ما منح العمل حياة تتجاوز الشاشة الرقمية إلىالمجتمع نفسه.

حضور متنوع وجوائز محفزة

نخوةلم يكن إلا حلقة في سلسلة طويلة من محطاتالقرالة الفنية، فالممثل والمذيع والمسرحي، الذي يقيم فيالعقبة ويعدّ العضو الوحيد من نقابة الفنانين الأردنيينهناك، سبق أن شارك في أعمال درامية وسينمائيةومسرحية بارزة. كما حصل على ميدالية اليوبيل الفضيمن جلالة الملك عبدالله الثاني، وجائزة الموهبة في خدمةالمجتمع من صندوق الملك عبدالله الثاني عام 2022، إضافةإلى جائزة مؤسسة الحسين للسرطان للإعلاميين عن أفضلتقرير إذاعي 2021، إلى جانب جوائز عربية في التمثيلوالتعليق الصوتي

تحديات الفن الأردني.. بين الطموح والإمكانات

لكن خلف هذه النجاحات، لا يخفي القرالة حجم التحدياتالتي تواجه الفنان الأردني عامة، ومن يعيشون خارجالعاصمة خاصة، وأبرز هذه التحديات، كما يشير، هوغياب نظام التفريغ الفني، الذي يتيح للفنانين التفرغالكامل لمشاريعهم الإبداعية وقلة الإمكانيات والموارد المادية يؤثر على استمرارية عجلة الإنتاج الفني ناهيك عن متطلبات المعيشة وبالتالي لا يستطيع الفنان الاعتماد على فنه مؤكداً القراله بأنة لايعتبرالمسافة امامه عائقاً فهو في قمة سعادتة عندما يذهب للعاصمة الأردنية عمان للتصوير ويكون بشوق بعودتة الى مدينة البحر العقبة

يوضحكثيرا ما أضطر لاستغلال إجازاتي السنوية لإنجازالأعمال، وإذا تطلب العمل التزاما أطول أجد نفسيمضطرا للاعتذار، هذه المعضلة تجعل من الصعب تطويرأعمال متواصلة ومؤثر، لأن التفرغ في ظل الوضع الحاليلي كرب اسرة قبل كل شيء هي معضل قد تسبب فقدانأساسيات الحياة الفضلى لأسرتي“.

ويضيف أن ضعف الإنتاج الدرامي المحلي وقلة الدعمالمؤسسي يشكّلان عائقين أساسيين أمام تطوير الدراماالأردنية، رغم أن المواهب موجودة والطاقات الشابة قادرةعلى المنافسة إذا أُتيح لها الدعم والفرص مطالباً الجهات الرسمية والقطاع الخاص بخطوة عملية فاعلة تعيد الالق للدراما الأردنية بأعتبار ان الدراما مرآة للمجتمع الأردني بكل تفاصيلة وما زاد تفاقم الازمة استقطاب بعض المحطات الى المؤثرين من مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من الفنانين مشيراً أن الحكومة عليها دعم شركات الإنتاج الفنية لان ميزانية التلفزيون الأردني ووزارة الثقافة ونقابة الفنانين محدودة مشدداً على ان الفن رسالة نبيلة ومهمة تساهم في تنمية المجتمع الأردني .

رؤية للمستقبل.. العقبة مركزا ثقافيا

ورغم هذه العقبات، لم يتوقف القرالة عن التفكير بالمستقبل،فهو يطمح إلى تأسيس فرقة مسرحية متخصصة فيالعقبة، تقدم عروضا ثقافية وفنية لزوار المدينة وسكانها،إلى جانب حلمه بإنشاء مركز ثقافي شامل بدعم منالجهات الرسمية والخاصة، يكون منارة للفنانين الشبابومنصة لصناعة محتوى أردني أصيل ينافس إقليمياوعالميا، لتغدو العقبة ليس فقط مدينة السياحة والاستثماربل منارة الثقافة والفنون

Share This Article