صراحة نيوز -كشف مراسل إذاعة “إن بي آر” الأمريكية دانيال إسترين، في تقرير نادر، عن تفاصيل زيارته إلى قطاع غزة، هي الأولى منذ إعلان وقف إطلاق النار، والتي جرت تحت رقابة مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح إسترين أن الزيارة سمحت له برؤية حجم الدمار الهائل الذي طال أحياء كاملة في غزة، مشيرًا إلى أن القطاع بدا مقسمًا فعليًا إلى منطقتين: إحداهما تخضع لسيطرة جيش الاحتلال، وأخرى تسيطر عليها حركة حماس.
وبيّن المراسل أن الاحتلال لا يسمح بالدخول إلى غزة إلا لعدد محدود من الصحفيين المختارين، وتتم مرافقتهم من قبل الجنود، كما تخضع جميع المواد المصوّرة والصوتية للرقابة العسكرية قبل النشر.
وفي وصفه للمشهد، قال إسترين: “يا إلهي، يا إلهي.. أشعر وكأن قلبي انقبض”، مضيفًا أنه شاهد “اتساعًا واسعًا من الدمار، ومبانٍ مهدّمة بالكامل، ومدارس تحولت إلى ركام، فيما تبرز عوارض الإسمنت من التراب مثل شواهد قبور طويلة”.
وأشار إلى أن المكان كان يسوده “هدوء تام”، باستثناء أصوات الجنود داخل القواعد العسكرية المنتشرة قرب الخط الفاصل الذي يمنع الفلسطينيين من تجاوزه.
ونقل المراسل عن المتحدث العسكري للاحتلال، نداف شوشاني، أن الخطة الأمريكية المطروحة تتضمن نشر قوة متعددة الجنسيات ونزع سلاح حماس بعد تسليم جثث المحتجزين، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي مستعد للبقاء في غزة “طالما لم يتحقق ذلك”.
واختتم إسترين تقريره بالقول إن الحرب انتهت ظاهريًا، لكن الاحتلال ما زال يمنع الصحفيين من دخول غزة بشكل مستقل، ما يجعل العالم عاجزًا عن معرفة كيف أصبحت الحياة هناك “غير ممكنة”.

