هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعيد موتانا… رقمياً؟

2 د للقراءة
2 د للقراءة
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعيد موتانا… رقمياً؟

صراحة نيوز- أصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على محاكاة أصوات وسلوكيات الراحلين، ما يفتح الباب أمام عصر جديد تتحول فيه الذكريات إلى تجارب رقمية تفاعلية، ربما خالدة.

تتراوح التطبيقات بين روبوتات الدردشة التي تقلد أحباءنا الراحلين، والصور الرمزية التي تتيح “التحدث” معهم، في صناعة متسارعة تُعرف باسم الحياة الآخرة الرقمية، تهدف إلى تحويل الحنين الإنساني إلى تجربة رقمية قابلة للتفاعل.

وفي دراسة حديثة نشرتها مجلة الذاكرة والعقل والإعلام، أنشأ باحثون نسخاً رقمية لأنفسهم باستخدام بياناتهم الشخصية من مقاطع صوتية ورسائل ومنشورات، لاختبار قدرة الذكاء الاصطناعي على إعادة بناء “وجود رقمي” شبيه بالإنسان.

تعتمد هذه الأنظمة، التي تسمى أحياناً روبوتات الموت، على آثار الشخص الرقمية لإنتاج محادثات تحاكي طريقته في الحديث ونبرة صوته وشخصيته. ورغم كونها وسيلة لمواساة المفجوعين أو لأغراض ترفيهية وتجارية، أظهرت التجارب أن التفاعل غالباً ما يكون اصطناعياً، مع تكرار العبارات ونبرة جامدة وأحياناً إضافات غير مناسبة للعاطفة.

ويشير الباحث أندرو هوسكينز إلى أن هذه التكنولوجيا تحوّل الذاكرة إلى “حوار ناقص” بين الإنسان والآلة، بينما تسعى شركات ناشئة للاستفادة منها اقتصادياً عبر اشتراكات رقمية وشراكات مع التأمين والرعاية الصحية، ضمن ما يسميه بعض الفلاسفة “اقتصاد الذكاء الاصطناعي العاطفي”.

ويخلص الخبراء إلى أن هذه الأنظمة لا تعيد الموتى، بل تعيد تشكيل فكرة التذكّر نفسها، مقدمة حضوراً رقمياً مستمراً يخفي غياب الفقد الحقيقي. كما تحذر المنظّرة ويندي تشون من الخلط بين “الذاكرة” و”التخزين”، مشيرة إلى أن النسيان ضروري للحداد والنضج العاطفي.

في النهاية، يذكّرنا الذكاء الاصطناعي بأن الذاكرة ليست مجرد بيانات محفوظة، بل علاقة حيّة لا يمكن برمجتها، وأن الحياة الآخرة الرقمية، رغم إغراءاتها، تبقى ناقصة.

Share This Article