“غادر يا بني”… رسالة موجعة من الأستاذ محمد الرقاد في وداع ابنه

2 د للقراءة
2 د للقراءة
"غادر يا بني"... رسالة موجعة من الأستاذ محمد الرقاد في وداع ابنه

صراحة نيوز- كتب الأستاذ محمد الرقاد، الأكاديمي والكاتب المعروف، رسالة مؤثرة في وداع ابنه الذي غادر الأردن بحثًا عن مستقبلٍ كريم، معبّرًا عن ألم أبٍ لم يجد لأبنائه مكانًا في وطنٍ طالما دافع عنه في المحافل العربية والدولية.

وجاء في نص رسالته التي لاقت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي:

“غادرنا ابني الحبيب طاهر لبلادٍ بعيدة بحثًا عن مستقبله.
غادر يا بني لتمنح مجالًا لتعيين أبناء الوزراء والنواب والمسؤولين المحتاجين المرتجفين.
سافر كما سبقك أخوك الدكتور طارق لتعطيا فسحة أملٍ بوظيفةٍ لمن خدم آباؤهم وأجدادهم على الحدود مثلما فعل أهلك الأولون.
سافر لمستقبلك بعيدًا عن الوعود الكاذبة والابتسامات المزيفة.
سافر لأن أباك نشف ريقه دفاعًا عن الأردن في المحافل العربية والدولية، وسيستمر، لكنه ما قدر يأمن لك وظيفة.
سامحني يا بني. عش حياتك… لكن لا تنسَ الوطن، فهو يعيش فينا. درب السلامة بني.”

كلمات الرقاد لم تكن مجرد وداعٍ لابنه، بل صرخة أبٍ يمثل آلاف الأردنيين الذين يودّعون أبناءهم إلى الغربة، بعدما ضاقت بهم سبل العيش وغيبت العدالة في توزيع الفرص.

وفي الوقت الذي تُصرف فيه رواتب ومخصصات مرتفعة ومزايا خاصة لعدد من المسؤولين والمديرين — تصل في بعض الحالات إلى آلاف الدنانير شهريًا مع سيارات ومياومات ومكافآت — يجد أبناء الوطن الكفؤون أنفسهم بلا فرصة ولا باب رزق، وكأن الكفاءة باتت عبئًا في وطنٍ تسبق فيه العلاقات كل المؤهلات.

رسالة الرقاد فتحت من جديد ملف العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وأعادت طرح السؤال المؤلم:
هل سيبقى المخلصون يغادرون الوطن… بينما تُفتح الأبواب فقط لأبناء أصحاب النفوذ؟

Share This Article