زياد المناصير… حين يقول المستثمرُ الحقيقة التي يخشاها المسؤول

2 د للقراءة
2 د للقراءة
زياد المناصير… حين يقول المستثمرُ الحقيقة التي يخشاها المسؤول

صراحة نيوز -بقلم ماجد ابورمان

في بلدٍ يطارد فيه الملكُ الاستثمار من قارات الأرض كلها، يقف بعض المسؤولين في الداخل كحراسٍ على بوابة الطرد، لا بوابة الاستقبال. لذلك يصبح تصريحٌ صادمٌ كالذي أطلقه المهندس زياد المناصير ليس مجرد رأي، بل شهادةَ شاهدٍ من أهلها، وصرخةَ رجلٍ يعرف حجم الخراب الذي تصنعه الواسطة حين تتخفّى بثياب “الهيبة”.

لقد قال المناصير ما لا يجرؤ كثيرون على قوله:
مسؤولون يطلبون وظائف لأبنائهم ومعارفهم، يبتزون، يساومون، وحين يُرفض طلبهم ينسجون الأكاذيب كأنها بضائعٌ رخيصة على قارعة الطريق.
هذه ليست حكايات. هذه ثقافةٌ تتغذى على المحسوبية وتقتل ما تبقى من عدالةٍ مهنية، وتزرع في اقتصاد الوطن ما يشبه “السوسة” التي تنخر الخشب بصمت، حتى ينهار فجأة.

المؤلم أن يد الملك تمتدّ لجلب الاستثمار، بينما تمتدّ أيدي بعض أصحاب المناصب لاقتلاعه.
فأيُّ عبثٍ هذا؟
وأيُّ مسؤولٍ ذاك الذي يرى الوطن ملكيةً خاصة، والوظائف ميراثًا عائليًا، والرجال العاملين خزّانًا للمحاباة؟

إن موقف المناصير ليس تمردًا، بل وفاءٌ لفكرة الدولة الحديثة، تلك الدولة التي يريدها الملك: دولةُ قانون، لا دولة “دفاتر المعارف”. دولةُ منافسة، لا دولة “مَن يطلب أولًا”.
وحين يرفض المناصير تلك الطلبات المخجلة، فهو لا يحمي شركته فقط… بل يحمي سمعة الأردن، ويصون ما تبقى من ثقة المستثمرين، ويردّ عن الوطن تهمةً تليق ببعضهم ولا تليق به.

فلْيعرف من يهاجمونه اليوم أن الأكاذيب لا تهدم رجلًا بنى إمبراطوريةً بالحجر والعرق…
بل تفضح أصحابها، وتكشف ضيقهم أمام كِبَر مواقف الرجال.

الاستثمار لا ينمو في ظل الابتزاز،
ولا يزدهر في ظل مسؤول يعتبر الدولة “مزرعة”،
ولكنه ينهض حين يقف رجالٌ مثل زياد المناصير ويقولون: لا.

وهي “لا” نادرة… لكنها اليوم أهم من ألف خطاب رسمي.

Share This Article