علامات للسرطان لا تتجاهلها أبداً

7 د للقراءة
7 د للقراءة
علامات للسرطان لا تتجاهلها أبداً

صراحة نيوز-يؤكد اختصاصي الأورام في رايبور بالهند، دكتور جايش شارما، أن العلامات المبكرة للسرطان غالباً ما تكون خفية ويسهل إغفالها.

وتتطلب التغيرات المستمرة وغير المبررة، مثل تقرحات الفم أو النزيف غير الطبيعي، وخاصةً لدى النساء المصابات بسرطانات شائعة مثل سرطان عنق الرحم والثدي، عناية طبية فورية. ويحث على إجراء فحوصات منتظمة والوعي الذاتي، مؤكداً أن الكشف المبكر يحسن بشكل كبير من نتائج العلاج ومعدلات البقاء على قيد الحياة، وفقاً لما نشرته صحيفة Times of India.

ويتطور السرطان غالباً بصمت، وتكون العلامات المبكرة خفية لدرجة أنه يسهل تجاهلها أو الخلط بينها وبين مشاكل صحية بسيطة. ووفقاً للدكتور جايش شارما، استشاري جراحة الأورام في مستشفياتITSA ، فإن الانتباه الدقيق للتغيرات الصغيرة ولكن المستمرة في الجسم يمكن أن ينقذ الحياة. يوضح دكتور شارما أن الكشف المبكر يلعب دوراً حاسماً في الوقاية من الوفيات المرتبطة بالسرطان، حيث تنتشر أنواع من السرطان، مثل سرطان الفم وعنق الرحم والثدي، بشكل كبير، وتؤثر بشكل متزايد على الفئات العمرية الأصغر سناً.

ويحثّ دكتور شارما على أخذ الفحوصات الروتينية على محمل الجد، وعدم تجاهل الأعراض المتكررة أو التعب أو تغيرات الوزن غير المبررة. يُحسّن اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة نتائج العلاج بشكل كبير، مما يجعل الوعي واتباع نمط حياة صحي والاستشارة الطبية في الوقت المناسب أمراً أساسياً لحماية الصحة والعافية على المدى الطويل.

علامات صغيرة بدون ألم

يوضح دكتور شارما أن السرطان نادراً ما يبدأ بألم أو أعراض حادة. عادةً ما يبدأ بشكل خفي، بعلامات صغيرة تبدو غير ضارة، تتطور تدريجياً. يتجاهل الكثيرون هذه المؤشرات المبكرة ظناً منهم أنها ناجمة عن الإجهاد أو العدوى أو الشيخوخة الطبيعية. ومع ذلك، غالباً ما يسمح هذا التأخير للمرض بالتقدم دون أن يُكتشف.

يُؤكد دكتور شارما أن مفتاح النجاة يكمن في التعرف على هذه التغيرات المبكرة. يقول دكتور شارما إن “معظم أنواع السرطان قابلة للشفاء إذا اكتُشفت في مرحلة مبكرة. لكن للأسف، بحلول الوقت الذي يطلب فيه الأشخاص المساعدة الطبية، يكون المرض قد تطور بالفعل”. لذلك، يُعدّ الوعي والفحوصات الدورية أمراً بالغ الأهمية، خاصةً للأفراد الذين يوجد لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان أو المعرضين لعوامل خطر معروفة مثل التدخين وسوء التغذية.

سرطان الفم وعنق الرحم

يُعدّ أي تورم أو التهاب أو قرحة داخل الفم لا تلتئم حتى بعد عدة أسابيع من أهم الأعراض التي يجب الانتباه إليها، وفقاً للدكتور شارما. ويظلّ تعاطي التبغ، سواءً كان مدخناً أو ممضوغاً، مساهماً رئيسياً في ذلك. وينصح قائلاً: “إذا استمرت قرحة الفم لأكثر من أسبوعين، فهي ليست عدوى بسيطة. إنها تتطلب عناية طبية”. كما يُؤكّد على أن النزيف غير الطبيعي يُعدّ علامة تحذيرية مهمة أخرى لا ينبغي إغفالها. على سبيل المثال، ربما يكون النزيف الذي يحدث دون سبب واضح، مثل خروج الدم مع السعال، مؤشراً على الإصابة بسرطان الرئة. وبالمثل، يمكن أن يشير النزيف غير المتوقع بين دورات الحيض أو ملاحظة النزيف بعد انقطاع الطمث إلى حالة كامنة أكثر خطورة، مثل سرطان عنق الرحم. ينصح دكتور شارما بشدة بعدم تجاهل هذه العلامات المقلقة أو محاولة تشخيص حالتهم بأنفسهم. بل يُصر على ضرورة إجراء تقييم شامل من طبيب متخصص.

سرطانات الشائعة بين النساء

بالنسبة للنساء، يُشير دكتور شارما إلى أن سرطان عنق الرحم لا يزال ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً، يليه سرطان الثدي بفارق ضئيل. ويوضح أن أول علامة على سرطان عنق الرحم غالباً ما تكون نزيفاً مهبلياً غير عادي أو مستمراً. ويُحذر قائلاً: “تميل النساء إلى التعامل مع النزيف غير المنتظم بشكل طبيعي، خاصةً مع اقتراب سن اليأس، ولكن هذا ربما يكون خطيراً”. إذا كان النزيف غير منتظم مع الدورة الشهرية المعتادة أو حدث بعد انقطاع الطمث، فإنه يتطلب فحصاً فورياً. ويؤكد أن الهدف ليس إثارة الذعر، بل زيادة الوعي.

فحوصات منتظمة

ويضيف موضحاً أنه “ليس كل عرض غير منتظم يعني الإصابة بالسرطان. المهم هو ملاحظة متى تستمر الأعراض أو تتكرر. إذا أظهر الجسم نفس المشكلة بشكل متكرر، فإنه يرسل رسالة تفيد باحتمالية وجود مشكلة ما”. يمكن أن تساعد الفحوصات المنتظمة، مثل مسحة عنق الرحم وتصوير الثدي بالأشعة السينية وتطعيمات فيروس الورم الحليمي البشري، في الكشف عن بعض أنواع السرطان أو حتى الوقاية منها قبل أن تتطور إلى حالات خطيرة. ويوصي دكتور شارما النساء فوق سن الثلاثين بجدولة فحوصات دورية ومناقشة الفحوصات الوقائية مع أطبائهن.

 

أعراض السرطان الصامتة

يؤكد دكتور شارما أن السرطان لا يبدأ بالألم. غالباً ما يظهر الألم في مراحل متأخرة، عندما يكون المرض قد تطور بالفعل. بدلاً من ذلك، يمكن أن تشمل الأعراض المبكرة التعب المستمر وفقدان الوزن غير المبرر أو تغيرات في الجلد ووظائف الجسم. لا ينبغي تجاهل هذه المشاكل الصغيرة والمتكررة. ويوضح أن الجسم غالباً ما يُعطي إشارات خفية قبل ظهور الأعراض الخطيرة بوقت طويل. إن الانتباه إلى هذه العلامات واستشارة الطبيب مبكراً يُمكن أن يُؤدي إلى تشخيص أسرع ونتائج علاج أفضل. ويحث قائلاً: “عندما يشعر [الشخص] بأعراض غير طبيعية لفترة طويلة، لا يجب أن ينتظر حتى تتفاقم. يجب أن يطلب المشورة الطبية فوراً”.

الرعاية الصحية الوقائية

يؤكد دكتور شارما على الأهمية الحاسمة للتوعية بالسرطان والرعاية الصحية الوقائية إلى جانب العلاج. ينصب التركيز على تشجيع الفحوصات الطبية الدورية وفهم الجسم للكشف المبكر. يمكن أن تساعد الفحوصات الذاتية والفحوصات الطبية المنتظمة في الكشف عن السرطان في مراحله المبكرة، مما يقلل من خطر التشخيص المتأخر. ويدعو بشدة الأفراد إلى الامتناع عن العلاج الذاتي أو تجاهل الأعراض المستمرة التي يمكن أن تظهر. بل يؤكد على أهمية جدولة الفحوصات الصحية الدورية، وخاصةً لمن يندرجون ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر. ويلخص قائلاً: “يجب أن يُلهم الوعي باتخاذ تدابير استباقية”. ويضيف: “بأخذ زمام المبادرة للاطلاع على الحالة الصحية ومراقبتها عن كثب، يمكن تعزيز الفرص في الكشف عن السرطان في أقرب وقت ممكن، عندما يكون أكثر قابلية للعلاج”.

Share This Article