رسالة محبة وبناء إلى جميع الاحزاب والحكومة الأردنية

3 د للقراءة
3 د للقراءة
رسالة محبة وبناء إلى جميع الاحزاب والحكومة الأردنية

صراحة نيوز- بقلم المحامي حسام العجوري

نبدأ بتحية إجلال وإكبار إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله ورعاه، رمز الوحدة الوطنية والقيادة الحكيمة، الذي جمع بين الحزم واللين، بين الرؤية الثاقبة والرحمة، ليظل الأردن صرحًا شامخًا ومصدر فخر لأبنائه، ومرجعًا للحق والخير في المنطقة.

أيها الإخوة ، أحزاب الاردن السياسية ، وأيها القائمون على مؤسسات الحكومة الأردنية، إن هذه الرسالة دعوة صادقة من القلب إلى التكاتف والعمل المشترك، مستلهمة من قول الله تعالى:
﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾.

لن يتحقق الخير للوطن إلا إذا وضعنا المصلحة العليا للأردن فوق أي حساب حزبي أو مؤسسي، وعملنا بروح التشاركية الحقيقية بين الحكومة والأحزاب، بما يضمن أن تكون كل خطوة في مسيرة البناء الوطني متسقة مع تطلعات شعبه.

ندعو الجميع إلى ترك التعصب والخلافات جانبًا، والعمل على نشر المحبة، وتعزيز البناء، وتقديم النصيحة الصادقة، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يكون بلين وحكمة، بطريقة تجذب القلوب وتجمعها، لا تفرقها وتضعفها.

إن قوة أي حزب أو أي مؤسسة حكومية ليست في التشدد أو الصرامة، بل في القدرة على التواصل، الاستماع، التعاون، وابتكار الحلول العملية التي تخدم الوطن والشعب.

رسالتنا واضحة: لن نسمح للانقسامات أو الضغائن أن تعيق مسيرة الوطن. فلنكرس جميع جهودنا للتعاون المشترك من أجل نهضة الأردن، وتعزيز وحدته، وبناء مستقبل أفضل لكل الأردنيين.

وخذوا من مسيرة النبي ﷺ في الإصلاح والتعاون بين الناس قدوة، حيث كان يجمع القلوب، ويصلح بين المتخاصمين، ويعمل دائمًا على بناء مجتمع متماسك قائم على العدل والمحبة، ولنجعل هذا النهج دستورنا في الإصلاح .

إن الوطن لا يُبنى بالكلام وحده، ولا تُحفظ وحدته بالتقاعس أو الانقسامات. قوة الأردن تكمن في قلوب أبنائه النقية، وعقولهم الواعية، وأيديهم المتعاونة. لن يكون الإصلاح إلا عبر العمل المشترك، والنصيحة الصادقة، والتخلي عن التعصب والاختلاف الضار.

إن على كل حزب، وكل مؤسسة حكومية، وكل مواطن حر أن يدرك أن المحبة ليست ضعفًا، والبناء ليس خيارًا، والتشارك ليس ترفًا، بل هو واجب وطني مقدس. من يزرع المحبة يجني الوحدة، ومن يعمل مع الآخرين بإخلاص يجني الإنجازات، ومن يسعى لإصلاح الخلافات يجد الطريق واضحًا نحو مستقبل مشرق.

فلنجعل من هذه الرسالة شرارة عمل ومبادرة، ونقف جميعًا معًا، كما علمنا نبينا ﷺ، على قيم الإصلاح، والرحمة، والحكمة، والعدل، لنكتب للأردن فصلًا جديدًا من التقدم والازدهار، فصلًا يليق بتاريخه، ويحقق طموحات شعبه، ويترك أثرًا خالدًا للأجيال القادمة.

Share This Article