“الجمعة البيضاء” تحرك الأسواق الأردنية طوال نوفمبر مع عروض واسعة وحركة شرائية نشطة

7 د للقراءة
7 د للقراءة
“الجمعة البيضاء” تحرك الأسواق الأردنية طوال نوفمبر مع عروض واسعة وحركة شرائية نشطة

صراحة نيوز- يمتد موسم “الجمعة البيضاء” هذا العام على مدار شهر تشرين الثاني، ليشكل فرصة للاقتصاد الوطني لتحريك حركة البيع والشراء في قطاعات متعددة، من الألبسة والأحذية إلى الأدوات المنزلية والمواد الغذائية وغيرها.

وأشار ممثلو قطاعات في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى أن العروض والتنزيلات ليست مجرد عنصر استقطاب للمستهلك، بل أداة لتفعيل السيولة النقدية وتحريك المخزون، ما ينعكس إيجاباً على دوران السوق ومستويات النشاط التجاري.

وقال نقيب تجار الألبسة والأحذية والأقمشة، سلطان علان، إن فعاليات الجمعة البيضاء هذا العام، توزعت على كامل شهر تشرين الثاني الحالي، ما بين الجمعة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، ولذلك غاب الزخم المعتاد المرتبط بتنفيذها في يوم واحد فقط.

وأضاف علان “رغم ذلك، يمكن ملاحظة أن الجمعة البيضاء أحدثت حركة نشطة نسبيًا في الأسواق نتيجة العروض والتنزيلات، الأمر الذي حسّن حركة البيع لدى التجار إلى حد ما”.

واعتبر أن لظروف الطقس تأثيرًا واضحًا؛ فعدم انخفاض درجات الحرارة حتى اللحظة أثّر على مبيعات الموسم الشتوي، خاصة الألبسة، مشيراً إلى أنه لا يمكن تجاهل أن قرار تطبيق نظام الطرود البريدية الذي سيبدأ في الأول من شباط المقبل، يعني استمرار حالة “التسرب” في الشراء حتى ذلك التاريخ، قبل تقييم التغيّرات المقبلة على حركة السوق.

ولفت إلى أن البضائع متوفرة بكثرة في الأسواق، والأسعار منافسة جدًا، والخيارات أمام المستهلك واسعة، مبيناً أن مستوى الإقبال بنحو عام متوسط، وقد يزداد خلال الأيام المقبلة مع انخفاض درجات الحرارة أكثر.

ممثل قطاع الأثاث المنزلي والمكتبي والقرطاسية، همام حبنكة، أشار إلى أن الأسواق خلال الجمعة البيضاء، تشهدت حركة نشطة هذا العام، إذ إن القوة الشرائية أفضل مقارنة مع السنوات الماضية.

وقال إن “الأسواق التي جهّزت نفسها مبكراً من خلال توفير البضائع وتعبئة المستودعات وترتيب الأرفف، تستفيد اليوم من إقبال واضح من المستهلكين” مبيناً أن قطاع الأدوات المنزلية تحديداً يشهد حركة مميزة، ويمكن وصفها ببداية ممتازة لموسم العروض.

وتوقع أن ترتفع الحركة الشرائية بنحو أكبر خلال الأيام المقبلة، ما يمنح هذا الموسم دفعة إضافية مقارنة بالأعوام السابقة التي كانت أضعف نسبياً.

ولفت إلى أن هذا الموسم يعد فرصة ذهبية للتجار لتصريف البضائع المكدّسة بعد فترة ركود عاشتها الأسواق سابقاً، ليس بهدف “حرق” الأسعار، بل التخلص من المخزون القديم قبل وصول البضائع الجديدة.

ولفت إلى أنه خلال الفترة الماضية واجه الاستيراد صعوبات بسبب ارتفاع تكاليف الشحن البحري، لكن الأسعار تراجعت مؤخراً، ما دفع التجار لاستيراد شحنات جديدة بدأت بالوصول فعلياً.

وتابع “مع اقتراب شهر رمضان ثم عيد الأم، معظم التجار استكملوا تجهيز بضائعهم الموسمية، وبالتالي يسعون حالياً لتسويق مخزونهم السابق واستقبال بضائع الموسم الجديد، خاصة وأن الأسعار أصبحت أكثر استقراراً مقارنة بالفترات الماضية”.

وقال ممثل قطاع الكهربائيات والإلكترونيات في غرفة تجارة الأردن، حاتم الزعبي، إن فترة “الجمعة البيضاء” تمتد عادة لما يقارب الشهر، وتشكل في العادة نحو 20 بالمئة من مبيعات التجار السنوية.

وأضاف الزعبي إنه رغم أن العروض هذا العام جيدة ومقبولة، إلا أنها ليست بالمستوى المعتاد كل سنة، بسبب ضعف القوة الشرائية الذي بات واضحاً لدى الشركات والمعارض والمستهلكين.

ودعا المواطنين إلى استغلال العروض الحالية، فالكثير من البضائع تُباع بأسعار قريبة من التكلفة، نتيجة انخفاض هامش الربح والمنافسة القوية وقلة السيولة في السوق “لذلك، فالعروض المطروحة حالياً تعتبر محفّزاً حقيقياً للمستهلك”.

وأكد ضرورة التوجه إلى المحلات المتخصصة عند شراء أي سلعة، “فعلى سبيل المثال، من يريد أجهزة كهربائية عليه شراؤها من محلات متخصصة بالأجهزة الكهربائية، لأن بعض المحلات غير المتخصصة تعرض أصنافاً ليست ضمن مجالها، أما المحلات المتخصصة فعروضها حقيقية وموثوقة”.

وفيما يتعلق بموضوع أجهزة التدفئة سواء الكاز أو الغاز أو الكهرباء إضافةً للمكيفات؛ بين الزعبي أن الطلب الأكبر هذا الموسم، يتجه نحو مدافئ الغاز، لكنه أيضاً أقل من المتوقع بسبب تأخر دخول موجة البرد الفعلية وعدم بدء الشتاء كما هو معتاد.

وقال ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن، جمال عمرو، إن العروض على المواد الغذائية، تنشط في نهاية كل الشهر، وليس بالضرورة ضمن إطار “الجمعة البيضاء” أو غيرها من المناسبات.

وأوضح عمرو أن بعض المولات والجهات التجارية تضع العروض خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى المؤسسات العسكرية أو المدنية، اعتباراً من تاريخ 25 من كل شهر، بالتزامن مع صرف الرواتب، وتكون هذه العروض فعلية وملموسة بالنسبة للمستهلكين.

وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة والتموين، تكثيف حملتها الرقابية بالتزامن مع موسم العروض والتنزيلات الخاصة خلال هذه الفترة المعروفة باسم “الجمعة البيضاء”، في إطار التزامها المستمر برفع كفاءة آليات الرقابة على الأسواق وحماية المستهلك وضمان توفير بيئة تسوق آمنة وشفافة.

وأشارت إلى أن الحملة جزء من استراتيجية الوزارة الهادفة إلى تعزيز الثقة بالأسواق، والتصدي للممارسات التجارية المضللة، إذ تشمل الأنشطة المنفذة مجموعة متكاملة من الإجراءات التوعوية والخدماتية والرقابية.

ودعت الوزارة المستهلكين ليكونوا شركاء فاعلين في عملية الرقابة وجزءا من التغيير الإيجابي من خلال عدم التردد في تقديم الشكاوى المتعلقة بالأسواق والممارسات التجارية غير السليمة من خلال هاتف الشكاوى (065629045) أو واتس آب (0797527832).

بدورها أعلنت مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية، تكثيف حملات الرقابة والتفتيش على الأسواق، تزامناً مع موسم العروض والتنزيلات التي تسبق وترافق ما يعرف بالجمعة البيضاء، الأخيرة من شهر تشرين الثاني الحالي، للتأكد من مطابقة المنتجات المعروضة للمواصفات القياسية والقواعد الفنية.

وأوضحت أن فرقها التفتيشية تنفذ جولات رقابية في مختلف محافظات المملكة للتحقق من سلامة المنتجات المعروضة، لا سيما الأجهزة الكهربائية والملابس والألعاب ومستحضرات التجميل، إضافة إلى التحقق من صحة العلامات التجارية لها وضبط أي مخالفات وفقاً لأحكام قانون المواصفات والمقاييس.

وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار حرصها على حماية المستهلك وضمان سلامة وجودة المنتجات المتداولة في الأسواق خلال الموسم.

ودعت المؤسسة المواطنين إلى ضرورة الإبلاغ عن أي منتجات مخالفة أو مقلدة عبر هاتف و واتساب الشكاوى الموحد 065301243 وصفحات المؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر أيقونة الشكاوى في الموقع الإلكتروني التابع للمؤسسة وتطبيق “بخدمتكم”.

Share This Article