الكسواني: العقبة تحتاج بقدر ما تستحق

4 د للقراءة
4 د للقراءة
الكسواني: العقبة تحتاج بقدر ما تستحق

صراحة نيوز- حاسم الكسواني

آخر زيارة لي للعقبة أثارت إستغرابي وحيرتي، فكيف لمدينة تتوسع كل يوم و تشهد إستثمارا جديدا في كل يوم أن تعتمد على النشاط السياحي لزوارها من مناطق المملكة الأخرى خلال يومي إجازة نهاية الأسبوع كما يقول اهل العقبة … وبالطبع فإن زيارات نهاية الأسبوع تنشط في فصل الشتاء وتخبو في فصل الصيف .

لكن ما يحزنك أن بعض الاستثمارات العقارية الكبرى مازالت تراوح مكانها منذ زمن طويل وان بعضها المنفذة وفق نظام البناء والتشغيل والإعادة B.O.T عالقا بسبب تأخر الإنجاز أو بسبب خلافات حول التنفيذ .

ويحزنك أن تمر على مجموعة الفنادق فئة 3 او 4 نجوم فتجدها دون أي نزيل … خاوية على عروشها … حتى ان الشوارع تخلو من حركة سير او مشاة نشطة .

نحن هنا لا نتحدث عن المشاريع الإستراتيجية التي أشار إليها دولة رئيس الوزراء كالناقل الوطني للمياه وسكَّة الحديد بين العقبة ومناطق التَّعدين في الشيديَّة وغور الصَّافي، إلى جانب مشاريع كبرى في الموانئ وقطاع اللوجستيات فهذه تخص الإقتصاد الكلي للمملكة لا إقتصاديات العقبة .

في العقبة كثير من الملامح الجميلة التي تفصح عن عمل جيد قامت به إدارات منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المتعاقبة التي اتصفت بتغيير رئيسها مرارا وتكرارا ، فالشوارع دون حفر او مطبات وهي مضاءة و مشجرة ومزروعة على الجانبين بشكل جمالي أكثر من مرضي ، كما ان تنظيم المدينة يوضح بأن هناك إلتفاتة لتجانسِ في توزيع المناطق التجارية والحضرية فتجد أن مناطق الفنادق من درجات النجوم الخمس والمشاريع السياحية الكبرى تحتل الشواطئ متقدمة على فنادق الأربعة والثلاث نجوم التي تتواجد في المباني المرتفعة بإطلالة بحرية ضمن الأسواق في الشوارع الموازية لشارع البحر ، بينما نجد أن شارعا مخصصا لمطاعم الأسماك ومثله مخصصا لتجارة الموبيليا والأثاث .. وهكذا .

وفي العقبة نمو كبير في قطاع التعليم الجامعي الذي شد كثيرا من الطلبة الوافدين من مناطق في الدول العربية المجاورة كمصر والسعودية ، وهو يخدم سكان العقبة والمحافظات الأردنية المجاورة بشكل يؤهلها لطرق باب السياحة التعليمية بقوة كما طرقت ابواب السياحات الأخرى .

ومن جماليات العقبة اليوم ظهور عديد من المولات الجديدة الراقية المتخصصة وغير المتخصصة التي تؤهلها أن تستقبل الحياة الأردنية برخم اكبر مما هي عليه .. لكنها مع الأسف دون المستوى المقبول من حيث عدد الزوار والمتسوقين .

وللطبيعة في العقبة صورتان من الجمال :

صورة صباحية لبيوتات العقبة ومبانيها الحديثة المنظمة التي تمتد من أسفل الجبال حتى تلامس زرقة البحر الذي يأسرك بوشوشات امواجه المتلاحقة، وألوان مرجاناته الساحرة ، وصورة ليلية بانوارها متباينة الشدة والألوان التي يزينها خط أضواء مدينة آيلة السياحية القرمزية الزرقاء وكأنها حبات مسبحة من كهرمان .

وأعتقد بأن العقبة تحتاج من العناية والرعاية والقرارات الصائبة بقدر ما تستحق لما يتوفر بها من عناصر جذب سياحي وإقتصادي تجعلك تتسائل :

لمن كل هذه الوحدات السكنية والغرف السياحية إذا لم ينمو عدد سكان العقبة وعدد زوارها

كيف للعقبة أن تضج بالحياة إذا لم يقبل المواطن الأردني لزيارتها وإذا لم يتصاعد حجم التفويج السياحي إليها … آملين أن تستقر أوضاع المنطقة لتحقيق ذلك

لكن كيف سيقبل المواطن الأردني على زيارة العقبة دون أن يجد فيها مزايا تجارية ” فروق اسعار ” وعناصر جذب سياحي ” برامج مقبولة الأسعار وفي متناول يده ” ففي أسواق العقبة الأسعار تماثل اسعار العاصمة بل ان سلاسل العاصمة التجارية إنتقلت إلى العقبة .. فما الفرق سوى ان نقطة جمارك تستقبلك عند خروجك من العقبة لا ندري ماهي وظيفتها اليوم

Share This Article