قطّعنا .. أوصال .. وأذناب .. الإرهاب

6 د للقراءة
6 د للقراءة
قطّعنا .. أوصال .. وأذناب .. الإرهاب

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة

التطرف ، والغلو ، والتشدد ، والتزمت صفات دنيئة ، وغير إنسانية ، تلغي العقل ، وتجنح بالإنسان الى إستمراء سفك الدماء . من ينتهج نهج التطرف يكون إرهابياً محترفاً . المتطرف قاتل متوحش يعشق سفك الدماء . المتطرف وحش إحترف الإجرام . التطرف يُذهِب العقل ، ويَذهَب بالمتطرف بعيداً عن كافة صفات الإنسان .

ما أسوأ التطرف عندما يرتبط ويستند على دين — أي دينٍ من الأديان حتى الوضعية منها — لانه يشوهها ، ويحرفها عن مقاصدها الإنسانية ، السمحة .

ماذا يعني التطرف ؟ التطرف الفكري هو إنحراف في التفكير ، يتبنى آراءاً او معتقدات متشددة ، تتصف بالتعصب والإنغلاق ، وتتعارض مع ما هو متعارف عليه من أعراف وقوانين وقيم مجتمعية . وهذا المفهوم يختلف ، بل يتعارض تماماً مع ( الوسطية ) ، التي يدعو اليها الدين الإسلامي الحنيف . والتطرف مرفوض شرعاً بالمطلق ، بل يتعارض مع قيم الإسلام السمحة . والتطرف يعتبر إنحرافاً ينتج عن تداخل عوامل إقتصادية ، واجتماعية ، وثقافية ، وسياسية ، ويهدد التماسك المجتمعي .

موقع الأردن الجيوسياسي جعله مسرحاً للتطرف بكافة أشكاله ، وخاصة التطرف الديني الإسلامي . فما من حركة دينية متطرفه في المنطقة ، الا ووجدت بيئة خصبة في الأردن ، ولو آنياً او مرحلياً .

لكن وعي المجتمع الأردني ، ونشأته على تقبل الآخر ، بالإضافة الى تسامحه ، وميله للوسطية في حياته عامة ، هذا من جانب . أما الجانب الآخر المتمثل في يقضة الأجهزة الأمنية الأردنية ، وإتباعها إستراتيجية التتبع والإستقصاء ، وإستشراف المخاطر ، وفاعليتها الإستخبارية المتقدمة والمتميزة جعلها في موقف المطلع المدرك للمخاطر ، مما أهلها لإجهاض تلك التنظيمات المتطرفة في هجمات وقائية ، إستباقية ذكية ، حصيفة ، وحكيمة . حيث ترصد الهدف بإحتراف ، وما ان تنضج الخطة ، الا وتنقض في الوقت المناسب ، لتكون في موقف وموقع المهاجم لا المدافع المتفاجيء المرتبك .

لا شُلّتْ أيادي أجهزتنا الأمنية بكافة تخصصاتها ومهامها التي كلها تلتقي وتتوحد للحفاظ على الوطن من كيد الأعداء بمختلف أشكالهم .

أجهزتنا الأمنية المتيقظة ، المحترفة ، وجيشنا العربي الأردني الباسل ، مصدر أمان ، وإفتخار هذا الوطن . هذا الوطن الذي لم يُعرف عنه منذ تأسيسه انه أراد شراً بأية دولة على الإطلاق . هذا الوطن الذي لم يكن يوماً منكفئاً على نفسه ، بل يقدم العون والمساعدة والمساندة لكل من يطلبها منه . ويتمنى دوماً من الآخرين ان يتركوه وشأنه ، وان لا يستهدفوه بشرٍ على الأقل .

إستهداف المنطقة العربية بالشر — طمعاً في خيراتها وموقعها الجغرافي الإستراتيجي— من دولٍ كثيرة إقليمية ودولية ، أوجد نوعين من التطرف الديني تحديداً :—
١ )) تطرف محلي :— اي منتج محلي بالكامل نشأةً ، فكراً ، وادوات تنفيذ ، وأقصد بهم المتطرفين .
٢ )) تطرف خارجي :— اي منتج أجنبي نشأة ، وتخطيطاً ، وفكراً ، واستهدافاً ، وتمويلاً . أما أدوات التنفيذ — وهم المتطرفون — فهم محليون من المسلمين عرباً واجانب ، ممن يتم تجهيلهم ، وغسل ادمغتهم ، وإغرائهم ، وإغراقهم ، وإغوائهم— مثل جهاد النكاح — ليكونوا أدوات مظلّلة ورخيصة لتنفيذ أجندات الأعداء الغرباء .

وذكرني هذا بما قالته السيدة المبجلة التي أُجِلّ وأحترم السيدة / أنجيلا ميركل ، المستشارة الألمانية السابقة ، عندما قالت بما معناه 🙁 أعجب من المسلمين وهم يقتتلون فيما بينهم ، والقاتل يهتف ب الله أكبر ، والمقتول يهتف ب الله أكبر ) . ربما لأن السيدة / ميركل أكاديمية علمية تتعامل مع الأشياء المادية الملموسة المحسوسة ، غاب عن ذهنها ، او انها لم تتجرأ وتفصح عن ان تنظيم داعش الإرهابي ، مثلاً ، صناعة امريكية صهيونية ، وهذا ليس تقولاً عليهم بل بإعترافات كبار قادتهم ومنهم : الرئيس الأمريكي/ ترامب ، والسيدة / هيلاري كلينتون .

الأردن دوماً يتبع سياسة النأي بالنفس ، عن زج نفسه في صراعات المنطقة وأنظمتها ، منذ تأسيسه . كما انه لا يتردد دوماً في تقديم العون للأشقاء تحديداً ، رغم العوز وضيق ذات اليد . لكنه مع ذلك يكون دوماً في بؤرة الإستهداف الشرير للنيل منه . لكن خسيء كل من أراد بنا شراً .

كما علينا ان لا ننسى ان هناك أسباباً داخلية تجعل من الأردن أرضاً خصبة لإنتشار التطرف منها : نسبة البطالة العالية ، والفقر الذي وصل الى مرحلة الفقر المدقع الذي لم نكن نسمع به قبل بضعة عقود ، إضافة الى الغلاء وغيره من الاسباب التي تخلق بيئة خصبة وموطيء قدمٍ للإرهاب والتطرف .

أجهزتنا الأمنية بمختلف تخصصاتها ، وشجاعة وبسالة منتسبيها تقف حجر عثرة ، وعقبة كأداء أمام التطرف والإرهاب ، وتُفشل مخططاته للنيل من وطننا . ولنا فيما قدمه الشهيد المقدام الرائد / راشد الزيود ، خير مثال على البسالة والشجاعة والإقدام للنيل من كافة انواع أذرع التطرف والإرهاب ، ليبقى الأردن عصياً على الإختراق .

لك الله يا وطني ، ومن بعده لك الشجعان من أبنائك من مرتبات اجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة ، الذين ببسالتهم قطّعنا أوصال ، وأطراف ، وأذناب الإرهاب ، ومدينة الرمثا الحبيبة الأصيلة خير شاهد ، والله خير الحافظين .

Share This Article