صراحة نيوز- فارس الحباشنة
اليوم ، سأكتب عن وزير الاعلام الدكتور محمد المومني .
من بداية عملي في الصحافة عاصرت عشرات من وزراء الاعلام .
عرفت المومني وزيرا للاعلام بأكثر من حكومة .
المومني ، هو الوزير الوحيد لم يسجل قضية بحق صحفي .
و لم نقرأ يوما أن الوزير المومني ذهب الى محكمة و سجل قضية ضد صحفي او موقع الكتروني او ناشط سويشل ميديا .
بل أنه صاحب موقف رديكالي ومنحاز الى الصحافة من رفع الحكومة و الوزراء قضايا جرائم الكترونية ومطبوعات في حق الزملاء الصحفيين .
كثيرون انتجوا عداوة و خصومات مع المومني . وهو بقى في صف المهنة و الزمالة ، و أحترام الاراء و المواقف السياسية على إختلاف مشاربها و مرجعياتها .
و تعرض المومني الى حملات سويشل ميديا ، و هجمات صحفية ، و حافظ على توازن وصمود في أدارة المواقف .. و ما ينطبق على هذا الصنف من الرجال أنهم حكماء و بالغي الثقة و القوة .
وزراء كثر عبروا على الاعلام .. و لكن قليلون من فهموا كلمة السر في الاعلام ، ومن فهموا الصحافة في خيرها وشرها ، ومن فهموا مهنة المتاعب و الضنط و المطبات ، و مهنة أكثر ما تصيب المتورطين بها بامراض القلب و السكري و الضغط و الكريسترول .
المومني ، مهندس بارع في علاقة الحكومة مع الصحافة . ما يلاحظ من حكومات سابقة ، أنه وزير يجيد أدارة الازمات ، و يعرف كيف يطفيء النيران
من وراء الحكومة .
و لا يترك نيران الاعلام تلتهم الحكومة ، و يعرف متى يتدخل ، ومتى يكون دور وزير الاعلام لكي يدافع و يحمي قرارا ومشروعا وتوجها سياسيا
حكوميا .
لا يعرف المومني النميمة ، و لا لعبة الصغائر و مكائد الغبثاء ، و مدعي التذاكي ، و التصنع السياسي .
تعرض الى افتراءات لا حدود لها . و للأسف في الوسط الصحفي هناك زملاء مختصون وماهرون في إنتاج الافتراءات و المكائد و اللعب على الاحبال ، و إنتاج اعلام التسويف و المجاملات .
الوزير المومني لا يغضب او يعاتب أن زميلا في مؤتمر او لقاء صحفي لم ينادي عليه بلقب معالي الوزير .
أعرف وزير أعلام اشتكى على زميل صحفي ؛ لأنه لم يناديه بلقب معالي الوزير ، وابلغ ادارة مؤسسته ، وتم إيقاف الزميل عن العمل ، و تم فتح تحقيق معه ، و كاد أن يفصل من وظيفته لولا مشئية القدر و خروج الوزير في تعديل وزاري .
أكتب عن الوزير المومني لأكثر من سبب دافع .. و أنا معروف أني لست من كتبة الحكومة و لا كتبة المدائح ، و لا أنتمي الى صحافة الردح والمناسبات ، والتنغيم .
و لكن ، يسجل للمومني أنه وزير اعلام منحاز الى الصحافة ، و حليف الى الصحفيين ، و عرف كيف يبنى تحالفا مهنيا مع أصغر و أكبر صحفي و أعلامي ، و لا يخبر أنه أغلق يوما بابه أمام أحد .. و كما أنه قطع الطريق على كثير من انتهازي و متسولي المهنة .
منقول عن صفحة فارس حباشنة

