صراحة نيوز – عدي أبو مرخية
عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي، اليوم الخميس، جلسة حوارية خُصصت لبحث مخرجات زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني التاريخية إلى عدد من دول جنوب وشرق آسيا، واستعراض الفرص الاقتصادية والاستثمارية التي فتحتها الزيارة أمام الأردن.
شتيوي: نحتاج خارطة طريق لاستثمار الفرص التي وفّرتها الزيارة
أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور موسى شتيوي أهمية الجلسات الحوارية في تحقيق رؤية جلالة الملك المرتبطة بالتحديث الاقتصادي وتوسيع فرص العمل للشباب.
وأوضح شتيوي أن المجلس يسعى لالتقاط اللحظة السياسية والاقتصادية التي صنعتها الزيارة الملكية، ووضع مقترحات وآليات عملية للاستفادة منها، عبر خطة وطنية تشارك فيها الحكومة والقطاع الخاص.
وبيّن أن الدول التي شملتها الزيارة تتميز بقطاعات ترتبط مباشرة بمستهدفات التحديث الاقتصادي، وعلى رأسها التشغيل، وزيادة التبادل التجاري، وجذب الاستثمارات، بما في ذلك الاستفادة من الصناديق السيادية في تلك الدول.
وأشار شتيوي إلى أن المواطن يجب أن يلمس نتائج هذه الجهود عبر مشاريع جديدة ودعم للقطاع الخاص، مؤكداً أن الحكومات مطالَبة بتحويل هذه الفرص إلى نتائج محسوسة.
البكار: الرؤية الاقتصادية تقود إصلاحات التدريب المهني والاستثمار
من جانبه، قال وزير العمل خالد البكار إن جلالة الملك يفتح آفاق تعاون اقتصادي واسعة مع الدول المستهدفة بالزيارات، ما ينسجم مع البرنامج التنفيذي للحكومة المستند إلى الرؤية الاقتصادية.
وأشار البكار إلى أن مؤسسة التدريب المهني ستشهد تطويراً جذرياً، حيث سيضم مجلس إدارتها غالبية من القطاع الخاص بوصفه الأقدر على تحديد احتياجات السوق والمهارات المطلوبة.
وأضاف أن صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي بدأ بالتحول نحو شراكات استثمارية مباشرة مع القطاع الخاص، بدلاً من الاعتماد على الإقراض والسندات فقط، لافتاً إلى توافر السيولة المالية التي يمكن توظيفها في مشاريع كبرى بقطاعات الطاقة والنقل وغيرها.
أبو هديب: نسعى للاستفادة من التكنولوجيا العالمية ورفع القيمة المضافة
وفي السياق ذاته، أكد رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية شحادة أبو هديب أن رؤية التحديث الاقتصادي تتطلب التوجه نحو الدول ذات التكنولوجيا المتقدمة للاستفادة من خبراتها وتحويل الموارد الطبيعية الأردنية إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية.
وأوضح أن الشركة تعمل بالشراكة مع وزارة العمل على إنشاء مراكز تدريب في محافظات الجنوب، إلى جانب تعاون مشترك مع شركة الفوسفات لتجهيز الشباب لمتطلبات سوق العمل، خصوصاً مع التوسعات الإنتاجية المتوقعة.
وبيّن أن خطط الشركة تهدف لرفع الإنتاج من 2.3 مليون طن إلى نحو 4 ملايين طن، مؤكداً أن هذا التطور سيُوجَّه للصناعات التحويلية بما يسهم في تعزيز القيمة الاقتصادية.
الذنيبات: توسع استثماري في إندونيسيا ونمو في الصناعات التحويلية
بدوره، أكد الدكتور محمد الذنيبات، رئيس مجلس الإدارة، أن الشركة تمتلك مصنعاً في إندونيسيا بنسبة ملكية كاملة، ويتم العمل حالياً على توسعة الاستثمارات المشتركة لتعزيز ضبط الإنتاج وتطوير الصناعات المرتبطة بالفوسفات.
وأشار الذنيبات إلى أن الطاقة الإنتاجية المطلوبة أكبر من قدرة الأردن الاستيعابية، ما يجعل الاستثمار الخارجي ضرورة استراتيجية، لافتاً إلى أن الشركة بدأت بتحالفات جديدة بعد نقاشات مع شركات يابانية وغيرها.
وأوضح أن وجود جامعات عالمية مرموقة في تلك الدول يعزز فرص الاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا، مؤكداً أهمية تأسيس فرق عمل مشتركة تضم وزارات الطاقة والصناعة والنقل إلى جانب الشركات الكبرى لضمان اتخاذ قرارات اقتصادية دقيقة.
وختم الذنيبات بالتأكيد على أن الشركات الوطنية، رغم التحديات، ما تزال تقوم بدورها في دعم المجتمعات المحلية عبر المدارس والمستشفيات والمشاريع الخدمية، داعياً إلى مزيد من العمل الجماعي لحل التحديات وتعظيم الفائدة من الفرص المتاحة.

