صراحة نيوز- محمد الوشاح
لا نخجل بداية أن نُذكّر الشعب الأردني بأن قتلة الشهيد وصفي التل هم هؤلاء الأنذال المجبولين بمشاعر الحقد واللؤم والكراهية : عزت رباح وجواد أبو عزيزة ومنذر خليفة وزياد الحلو ، وجميعهم من أصول فلسطينية أطلقوا على أنفسهم بأنهم عناصر فدائية يتبعون منظمة أيلول الأسود ، وهؤلاء القتلة – لعنة الله عليهم – إن نفقوا أو لا زالوا أحياء مختبئين بأوكار الخسّة والنذالة هم من الفئة التي لا تؤمن إلا بالدم والظلام ، كأفراد الخلايا الإرهابية الموجودين الآن بيننا .
لقد أراد أولئك القتلة تغييب وصفي برصاصهم الذين جمعوا ثمنه من أموال المتبرعين للجهاد ، غير مدركين بأن الشهيد هو بطل لن يغيب عن ذاكرة الأردنيين ، إذ لا زال وسيبقى يعيش في وجدان شعبنا حتى غدا رمزاً وطنياً عظيماً في ذاكرة الأجيال ، ونموذجاً سياسياً خارقاً في الوفاء والإخلاص والجِد في العمل .
واليوم تمر علينا هذه الذكرى الأليمة بعد أربعة وخمسين عاما من حدوثها ، نستشعرها وكانها الذكرى الاولى لاستشهاد وصفي التل ، حيث لم تنل أي شخصية عامة اردنية من محبة الشعب الاردني مثلما نال الشهيد وصفي التل ، ونحن نستذكره اليوم لقربه من قلوب الناس ونتيجة الحب والتقدير والاحترام لهذه الشخصية الكبيرة التي تركها وصفي في ضمير من عاصره من الأردنيين الذين هتفوا بعد زوال عصابات الشر عن أرض الوطن عام 1970 : فوق التل تحت التل ، أسأل عنا وصفي التل .
كان وصفي رجل دولة ومن طبيعته الرغبة في الإلمام بكل صغيرة وكبيرة ، يعرف كل مشكلة في البلاد وكيفية حلها ، وحدّد يوم الثلاثاء من كل أسبوع لمقابلة ذوي الحاجات والقضايا العالقة التي يعرضها المراجعون ، فكان يكتب بها للوزراء المعنيين لحلها ، فهيبة الحكم في زمنه وصلت إلى درجة جعلت كبار المسئولين وحتى صغار الموظفين يشعرون وكأن وصفي يقف بقامته المهيبة أمام كل منهم وهو يؤدي عمله ،،، وختاما نسال الله تعالى ان يتغمد الشهيد البطل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يرزقنا مسئولين من أبناء الوطن بمواصفات وصفي التل .

