صراحة نيوز- د. عادل الشرمان
عندما تتسأل، ما الذي أوصل فلان إلى هذا المكان، وكيف قفز وتدحرج إلى هذا المنصب في حين أن غيره قدّم وأعطى، وتعب وأفنى من عمره وشبابه في خدمة وطنه وسهر الليالي ولم تفتر له همة وهو يواصل الليل بالنهار، إلا أنه لم يصل لشيء…
الجواب تجده في وحشة وظلمة الأنفاق والأخاديد التي حفرتها قوى الشر والفساد لتهريب وتسويق بضاعتهم الفاسدة، وتمرير مشاريعهم الخبيثة، وإذا بفلان الذي تبوأ وارتقى مكانة لا يستحقها وليس أهلا لها، وإذ به قريب أو محسوب على فلان، أو زوج أخت فلان، أو عديل فلان، أو زوج بنت أحد أصحاب القرار والنفوذ، أو لارتباط فلان بعلاقات اقتصادية ومصالح مع آخر، وربما وراء ذلك الرجل الذي قفز إلى منصب ومكانة لا يستحقها وأصبح من أصحاب القوة والنفوذ إحدى دول الرذيلة، أو امرأة وراءه طهّرته وغسلته وجعلت منه رجلا صالحا وعظيما….
إنها الفوضى والمصالح البغيضة التي نحتكم إليها في قراراتنا في بعض الأحيان، والتي تضعف المعنويات، وترخي الهمم، وتقتل النشاط، وتؤدي إلى فتور في العطاء والانجاز، وتصب في حفرة الانهدام والدمار والخراب، وتنخر في النظام مع الوقت وتؤدي إلى تآكله.

