لنقتفي أثر المانيا .. في إبادة الخنازير .. للتخلص من الكلاب الضالة

6 د للقراءة
6 د للقراءة
لنقتفي أثر المانيا .. في إبادة الخنازير .. للتخلص من الكلاب الضالة

صراحة نيوز – عوض ضيف الله الملاحمة

الكلاب الضالة اصبحت كابوساً يؤرق الأردنيين ، بل يرعبهم . وهذا الرعب يمكن اعتباره رعباً ممتداً او مركباً ، لأن الأردني اصبح يخاف ليس على نفسه فقط ، بل على عائلته ، وخاصة أطفاله . ولأن الرجل البالغ الذي يتمتع بالصحة والعافية والقوة يحتار ويرتبك عند مهاجمة الكلاب الضالة له ولا يقوى على مواجهتها لاسباب عديدة منها : —
١ )) ان الكلاب الضالة تهاجم في اغلب الأحيان كقطعان ، قد تصل اعدادها الى العشرات ، فلا يقوى الإنسان على مواجهة قطيع كهذا ، خاصة ان اعدادها بدأت بالتزايد بشكل كبير ، حيث سبق لي ان شاهدت احد الفيديوهات لشباب اردنيين صوروا قطيعاً قالوا ان العدد يزيد عن ( ٩٠ ) كلباً ضالاً ، وارسل لي صديق من إربد الحبيبة — عروس الشمال — فيديو يصوّر قطيعاً وصل عدده الى ( ٣٢ ) كلباً ضالاً .
٢ )) ان الكلاب الضالة تكون جائعة فلذلك تكون مستميته اثناء المهاجمة حيث تقوم بالإفتراس لإشباع نهمها ، فتترك آثاراً وتشويهاً خطيراً .
٣ )) الشخص الذي تهاجمه الكلاب الضالة في اغلب الاحيان يكون أعزلاً ، ولا يحمل ما يمكن ان يساعده في إيذائها ليجعلها تتركه ، وهذا يزيدها شراسة .
٤ )) بمجرد مهاجمة الكلب الضال للشخص ، يكون قد احدث خدوشاً إما بأنيابه او بمخالبه ، عندها يكون المحظور قد وقع ، ويستلزم الخضوع للعلاج لتجنب الإصابة بداء الكَلَبْ وهي رحلة عذاب إضافة الى الكُلفة العالية التي تتكبدها الخزينة .

قبل أيام قرأت خبراً مفاده ان كلباً ضالاً واحداً قد نهش ( ٥ ) خمسة أطفال . وهذا يدل على ان الكلاب الضالة قد إزدادت شراستها وعدوانيتها وخطورتها . وأعتبر ذلك تحولاً خطيراً ، لانها قبل شهور كانت تهاجم كقطعان ، وتهاجم شخصاً واحداً . اما الآن فان كلباً ضالاً واحداً يهاجم عدة اطفال .

شاهدت عدة فيديوهات لمجموعات — نعم مجموعات — من القناصين المحترفين ، المدربين ، والمجهزين بكافة أدوات القتل ، وهم يبيدون آلاف قطعان الخنازير البرية في إحدى المقاطعات الألمانية ، يبيدونها إبادة بمعنى الإبادة ، لأنهم يطاردون القطيع ولا يتركونه الا بعد ان يبيدون كافة الخنازير صغيرها وكبيرها ، ولا يبقون ولا خنزيراً واحداً حيّاً . وبعد الإستقصاء ، لأعرف السبب ، تبين لي ان سبب ابادة كافة الخنازير في تلك المقاطعة الألمانية لأن الخنازير تهاجم المحاصيل في تلك المقاطعة وتُتلف نسبة كبيرة منها ، مما إضطر الجهات المختصة في المقاطعة لتشكيل عدد من مجموعات القناصين وجهزتهم بادوات صيدٍ متنوعة وحديثة ، وزودتهم بعربات خاصة وصرفت لهم مكافآت مُجزية شريطة ان يبيدوها كاملة .

هذا الإجراء الحازم ، الحاسم ، الشديد إتخذته المقاطعة الألمانية بجرأة ، وبدون تردد ولم تحسب اي حسابٍ لجمعيات الرفق بالحيوان بتاتاً ، وإرتأت انه أجراءاً ضرورياً ، ومبرراً ، ومن الواجب عليها إتخاذه ، مع ان تلك الخنازير البرية تضر بالمزروعات فقط ، ولم تؤذِ إنساناً بتاتاً .

ونحن نتحجج ، ولم نجرؤ على إتخاذ القرار الواجب إتخاذه ، مع ان الكلاب الضالة عندنا لم تؤذِ محاصيل ، بل انها تؤذي الإنسان ، وقد تسببت بعقر ( ٩,٥٠٠ ) أردني خلال عام ٢٠٢٤ لوحده ، كما انها تسببت بقتل عدد من الأردنيين هذا عدا الذين شوهتهم .

علينا ان لا ننسى ان الكلب حيوان بري ، متوحش ، مفترس ، يعتاش على الصيد مثله مثل الكلاب البرية ، والأسود ، والفهود ، والنمور ، والضباع ، والذئاب . ويكون جين التوحش كامناً فيه . لذلك نرى ان الكثير من الكلاب الاليفة تهاجم الناس واحياناً تهاجم حتى أصحابها .

كما ادعو المسؤولين الاردنيين لمشاهدة العديد من الافلام الاجنبية التي تجند فيها دول غربية قناصين محترفين للقضاء على الذئاب ، والثعالب وغيرها من الحيوانات البرية عندما تشكل خطراً على الأغنام ، او الانسان ، يحصدونها حصداً .

علينا ان لا ننسى بعض حالات العقر المؤلمة . علينا ان لا ننسى ان كلباً ضالاً عقر طفلاً وأزال فروة رأسه كاملة . كما علينا ان لا ننسى عندما هاجم ( ٢٠ ) كلباً ضالاً طفلاً واحداً وعقرته ( ٣٠ ) مرة . كما علينا ان لا ننسى حادثة مهاجمة الكلاب الضالة لعدد من الطلاب ومهاجمتها للمدرسة . كما علينا ان نتفكر بإجتراح حلولٍ جادة لنحمي الأردنيين — وخاصة الأطفال — من تزايد حالات العقر التي تزيد عن ( ٢٦ ) حالة عقر يومياً .

عند كتابتي لمقالي هذا ، قرأت خبراً مفاده : ان طفلاً يبلغ من العمر ( ١٥ ) عاماً من جرش ، تعرض لهجوم عنيف من قطيع من الكلاب الضالة ، أسفر عن إصابته بجروح خطيرة في أنحاء متفرقة من جسمه ، وتم نقله الى احد مستشفيات عمان نظراً لخطورة إصابته ، كونه يعاني من جروح عميقة في ساقه التي قد تتطلب عدة عمليات جراحية ، لإستعادة قدرته على الحركة ، وهذا يعني ان الإصابة قد تسبب له إعاقة دائمة ، لا سمح الله.

وأختم بحديث نبوي شريف ، حيث قال صلى الله عليه وسلّم: (( الكلب العقور يُقتل )) .

Share This Article