رد على مروان المعشر: الدول لا تُبنى على الظنون… والأردن أكبر من محاولات الإحباط

3 د للقراءة
3 د للقراءة
رد على مروان المعشر: الدول لا تُبنى على الظنون… والأردن أكبر من محاولات الإحباط

صراحة نيوز-المحامي حسام العجوري

يخرج علينا مروان المعشر بتصريحات يقدم فيها صورة قاتمة عن الأردن، وكأن الدولة تُدار بمنطق الارتباك أو بردود الفعل. يقول المعشر: “كنا نظن أن الدولة العميقة في إسرائيل تحفظ أمن الأردن”. والسؤال هنا: هل تُبنى الدول على الظن؟
لا يجوز لمسؤول سابق أن يختزل عقودًا من بناء الدولة الأردنية بهذه الخفة؛ فالأردن لم يعتمد يومًا على “عمق إسرائيلي” لحماية حدوده أو أمنه القومي. أمن الأردن بُني على جيش محترف ومؤسسات أمنية صنعت سمعتها بعرق رجالها، لا بظنون سياسيين.

ثم ينتقل المعشر للحديث عن العلاقة الأردنية–السعودية وكأن المملكة العربية السعودية قد “تخلت عن الأردن”. ولكن العلاقات بين البلدين ليست علاقة ظرفية ولا رهينة موقف سياسي واحد؛ بل هي علاقات استراتيجية راسخة، تحكمها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وليست مادة لتحليلات سوداوية تهدف لتصوير الأردن بلا حلفاء أو سند إقليمي.

ويصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بطريقة تعكس حالة ذعر سياسي، وكأن الأردن كان مضطرًا إلى التعامل معه على قاعدة الخوف أو الحذر المبالغ به. الحقيقة أن الأردن تعامل مع رؤساء أميركيين أصعب منه، وبقي ثابتًا على مواقفه، لا يساوم على ثوابته ولا يقايض مصالحه العليا بأي ثمن.

أما في الملف الفلسطيني، فيذهب المعشر للحديث وكأنه يسحب الشرعية بالكامل من سلطة محمود عباس، وكأن الأردن لا يعترف بها أصلًا. وهذا غير دقيق ولا يعكس حقيقة موقف الدولة الأردنية؛ فالأردن يتعامل مع السلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل السياسي المعترف به دوليًا، حتى لو اختلف معها في الأداء أو التوجه. أمّا تصوير الأمر وكأن الأردن أسقط شرعية السلطة أو تخلى عنها فهو محاولة لخلق فراغ سياسي وهمي لا يخدم القضية الفلسطينية ولا يعكس الواقع.

وبين سطور خطاب المعشر تتكرر رسالة واضحة:
أن الأردن يعيش حالة اختناق اقتصادي وأن مستقبل البلاد معلق. ومن هنا يحاول أن يُسقِط استنتاجات سياسية مسبقة، وكأن الأردن سيضطر للقبول بخيارات مفروضة عليه، وعلى رأسها سيناريوهات الضم.

وهنا الرد الواضح:
الأردن لا يُفرض عليه قرار، ولا يُملى عليه موقف.
مررنا بأزمات اقتصادية وسياسية وأمنية قاسية عبر عقود، وبقي الأردن ثابتًا، يحمي حدوده، ويحفظ هويته، ويدافع عن قضاياه دون أن يتنازل عن ثوابته، وعلى رأسها رفض الضم بكل أشكاله.

الأردن ليس دولة تبحث عن مخرج سياسي بأي ثمن.
الأردن دولة موقف، ودولة قرار، ودولة تعرف أين تقف وكيف تحمي مصالحها.
ومن يُقدم صورة مختلفة يقرأ الأحداث بسطحية أو يحاول صناعة رواية تُقنع الناس بأن الأردن على حافة الانهيار السياسي.

الحقيقة ليست كذلك.
الأردن قوي بإرادته، بمؤسساته، بقيادته، وبشعبه… ولن يسمح لأحد أن يرسم صورته وفق رؤى سوداوية أو حسابات شخصية.

Share This Article