صراحة نيوز- ينير القمر العملاق سماء المملكة غداً الجمعة مودعاً عاماً شهد بدرين عملاقين متتاليين، وفق ما أكد خبراء في علم الفلك، مبينين أن الظاهرة تعكس قرب القمر اللافت من الأرض، ما يجعله أكبر وأكثر سطوعاً من المعتاد، بالتزامن مع ظاهرة الثبات القمري الكبير التي تسمح بوصوله إلى أقصى انحراف شمالي أو جنوبي في مداره.
وأشار الخبراء إلى إمكانية مشاهدة ألوان مدهشة كالأحمر والوردي عند الأفق نتيجة تشتت الضوء عبر الغلاف الجوي، داعين هواة الفلك والتصوير إلى توثيق شروق وغروب البدر العملاق من مواقع سياحية وأثرية، خاصة في البترا حيث يُتوقع مشهد بصري فريد.
وقال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار السكجي إن بدر كانون الأول العملاق يكتمل فجر الجمعة عند الساعة 2:12، وهو آخر بدر عملاق لعام 2025، موضحاً أن مفهوم البدر العملاق يرتبط بوجود القمر قريباً من الحضيض بنسبة لا تقل عن 90%، ما يجعله أكبر بنحو 14% وأكثر سطوعاً بنسبة 30% مقارنة بالبدر عند الأوج.
وأضاف أن تسميته بـ”القمر البارد” تعود إلى قبيلة الموهوك في أميركا الشمالية نظراً لبرودة كانون الأول، مبيناً تزامنه مع ظاهرة الثبات القمري الكبير التي تحدث كل 18.6 سنة عندما يصل القمر إلى حدود قصوى في مداره، ويظهر من أبعد النقاط شمالاً وجنوباً على الأفق.
وأوضح أن هذه الدورة تبلغ ذروتها الشمالية عند الساعة 12:50 بعد منتصف ليل الجمعة–السبت، حيث يبلغ الميل الاستوائي للقمر نحو 28.387 درجة، مشيراً إلى أن البدر يغرب صباح الجمعة عند التاسعة بزاوية سمتية 300 درجة، ثم يشرق مساءً عند السادسة بزاوية 57 درجة شمال شرقي، وهي أقصى نقطة شمالية يظهر منها القمر خلال الدورة.
ودعا السكجي هواة الفلك والتصوير إلى توثيق لحظات الشروق والغروب من المواقع السياحية والأثرية نظراً لأهمية الظاهرة في علم الفلك الآثاري، متوقعاً ظهور القمر فوق السيق في البترا مقابل الخزنة عند الساعة العاشرة مساء الجمعة.
من جانبه، قال أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور علي الطعاني إن هذا البدر هو الأخير في العام بعد بدرين عملاقين في تشرين الأول وتشرين الثاني، مبيناً أن المسافة بين الأرض والقمر تبلغ نحو 357,200 كم، وهي أقل بكثير من متوسط المسافة المعتاد، ما يمنح الراصدين فرصة مثالية للتصوير والمتابعة.
وأضاف أن ندرة البدر العملاق تعود لعدم تطابق لحظتي الحضيض والاكتمال في معظم الأشهر، ما يجعل حدوث التزامن بينهما محدوداً خلال العام.
بدوره، أوضح الراصد الفلكي في الجمعية الفلكية الأردنية عدلي الحلبي أن ظهور القمر بلون أحمر أو وردي بالقرب من الأفق ينتج عن مرور ضوئه في طبقات كثيفة من الغلاف الجوي، ما يشتت الألوان القصيرة ويُبقي الطويلة كالأحمر والبرتقالي، مشيراً إلى ما يُسمى “خدعة القمر” التي تجعل البدر يبدو أكبر عند الأفق لوجود مراجع بصرية مقارنة بغيابها عندما يكون عالياً في السماء

