هُنا الأُردُنُّ

3 د للقراءة
3 د للقراءة
هُنا الأُردُنُّ

صراحة نيوز- بقلم: جهاد مساعده

أيا أردنُّ… والريحُ العواصفُ حولكَ
تكسِرُ الأمواجَ… ثمّ بكَ تنكسرُ الخطى

إذا اشتدّت الدنيا، رأيناكَ واقفاً
تُهينُ أعالي الموجِ حتى يرتدَّ منكسِرا

ويا وطناً يفورُ المجدُ في أوردتهِ
كما يفورُ الدمُ الجبّارُ إذ يلقى العِدا

بلادٌ إذا ما لوّح الخوفُ بسوطهِ
تجاهلتِ السوطَ… وانتصبتْ تشدّ بهِ القِنا

وما أنت إلا صلبُ سيفٍ هاشميٍّ
إن سُلّ من الغِمدِ… لا يعودُ إلا وقد فصلَ الردى

وما أنت إلا صرخةُ الحقِّ التي
إذا نطقتْ… خرسَ الزمانُ، وصُعِقَ من حادَ عنها أو تنحّى وانحسرا

أيا موطِنَ الشممِ التي لو وُزِّعتْ
على الدنيا لأحرقتِ الفراغَ، وألهبتِ الهوى

بنتك السنينُ… بنَتك فوق جمرٍ
فإن احترقتِ الأوطانُ… كنتَ لها الشفاءَ والدواءَ والدوى
ويا أرضَ من جعلوا السيوفَ عقيدةً
لا يعرفون التراجعَ، لا المواربةَ، لا الوَهْنَ

هُم الهاشميون… إن صاحَ فجرٌ باسمِهم
ارتجّتِ الأرضُ… واستقامَ فوقها الدهرُ والتوى

ورثتَ من الثورة الكبرى ضياءً
لو صُبّ على ليلِ الأممِ لابتلع الظُلمَ ابتلاعا وانطفى

وما تلك ثورةٌ… بل زلزلةٌ
تشُقُّ صميمَ الظلمِ شقّاً… ثم تبني فوق شرخِهِ العُلا

فجاء بنوهُ… فإذا النخوةُ تنهضُ
وإذا التاريخُ يقتربُ ليشهدَ من مضى

وعبدالله… يا نبرَ العلوِّ بأكملِهِ
إذا مضى، مضتِ الكائناتُ وراءهُ تنتظمُ انتظاماً لا يَفتُرُ ولا يَنْحَسِرْ مدى

جبَلٌ إذا هبّ الخرابُ، تكسّر الخرابُ
وإن أقبل الحريقُ… تجمّدَ اللهبُ، وانثنى

ويا أردنُّ… هل في الناسِ شعبٌ مثلَنا؟
نصوغُ الصبرَ ناراً… ثم نمشي فوقها مشيَ الأُسودِ إذا رأى

نذوقُ من الدنيا مُرَّها… فنزدادُ صلابةً
نُحاصرُ، فنتّسعُ… نُضيَّقُ، فنرتقي… ونرتوي من العَنا
ألم تعلموا أنّا إذا اشتدّت علينا ظلمةٌ
أزلنا الظلمةَ… وأوقدنا على جسدِ الشدائدِ مُشتَعِلاً

وإن رُميت علينا محنةٌ
جعلنا المحنةَ سيفاً، وجعلنا رأسَها يُروى كما شاءت سيوفُ العزِّ أن تُروى
ومن يظنُّ بأنّ هذا الشعبَ يهوى الانحناء
فليس في العربيةِ شيءٌ يُهديهِ فهمَ هذا الفتى
نخافُ الله… هذا أجلّ الخوفِ في كيانِنا
أمّا العِدا؟ فلا نخافُ… بل نُخيفُ مَن غزا
ألسنا بني الشرفِ؟
في دمائنا جمرٌ لو وُزِّع على الأممِ لاحترقَ الزمنُ… وتفحّمَ ما بَدا
إذا ضاقتِ الدنيا… انفرجتْ بنا
وإن اشتدّ ليلٌ… كسرناهُ ورتّبناهُ سماءً تتلألأُ إن دنا
وفي راحةِ الأكفِّ راياتُ هاشميينَ
إن هزّتْ يوماً… هزّتِ الأرضَ ومن فيها اهتدى
وما كان الإرثُ حلماً… بل غضبةَ حقٍّ
وقفَتْ لها الأجيالُ دهراً، وارتفعَتْ بها الأنبياءُ والورى
ويا أردنُّ… ما جئنا لنلينَ لطامعٍ
ولا جئنا لنُساوَمَ، أو نُباعَ، أو نُشترى
ولكن جئنا لنخطَّ على جبينِ الدهرِ مقولتَنا:
إنّا هنا…
وإننا — مهما تقلّبَتِ الدنيا — لا نغيبُ ولا نموت…
بل ننهضُ… ننهضُ… ننهضُ، حتى يُكتَبَ على صحائفها:
هذا الشعبُ… خُلِقَ صَمَدًا!

Share This Article