صراحة نيوز- لم تكن هنادي سكيك تتوقع أن جملة زوجة ابنها الحامل عن الغرفة التي نزحوا إليها، “هذه الغرفة كالقبر، لا نافذة فيها”، ستتحول بعد ساعات إلى حقيقة مأساوية، بعد استهداف المكان الذي ظل شاهداً على أجساد سحقها الركام منذ عامين وحتى اليوم.
انتُشلت هنادي من تحت الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي في حي الرمال بغرب مدينة غزة، لتكون الناجية الوحيدة من أصل 20 شخصاً قضوا جميعهم شهداء، ولا تزال جثامين خمسة منهم مدفونة تحت الركام.
ومنذ عامين، تزور هنادي ما كان يومًا بيت أبيها، تحدق في الركام الذي ابتلع زوجها، ابنها البكر وزوجته الحامل بتوأم، وحفيدتها، وابن أخيها. وتقول للجزيرة نت بصوت يحمل حنق عامين من الانتظار: “لا نستطيع أن نعيد للأموات الحياة، لكن ربما نعيد لهم الكرامة”، متسائلة: “هل كثير عليهم أن يموتوا كرامة ويدفنوا في قبور وشواهد ككل البشر؟”.
وتنتقد هنادي إدخال معدات دولية لاستخراج جثامين المحتجزين الإسرائيليين من تحت الأنقاض، بينما آلاف الفلسطينيين يبقون تحت الركام منذ شهور بلا جهود حقيقية لإنقاذهم، معتبرة ذلك ازدواجية في التعامل مع الموتى بحسب الجنسية، متسائلة بمرارة: “لماذا يبدو جثمان الفلسطيني رخيصاً وأقل استحقاقاً من غيره؟”

