صراحة نيوز- رغم مناخها المعتدل عادةً خلال فصل الشتاء، تشهد العقبة أحياناً ظروفاً جوية استثنائية تؤدي إلى سيول وتأثر بعض المنازل بمياه الأمطار، ما يحوّل الموسم إلى مساحة لتجسيد قيم التكافل الاجتماعي، حيث تتكاتف جهود المؤسسات الرسمية والأهلية والمبادرات التطوعية لمواجهة هذه التحديات.
وتعمل سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عبر مديرياتها ووحداتها المتخصصة على تعزيز جاهزية البنية التحتية للتعامل مع الظروف الجوية، وتقديم خدمات الطوارئ، ودعم فرق الميدان في التعامل مع تجمعات المياه والانزلاقات، إلى جانب تنفيذ حملات توعية حول السلامة العامة، وتوزيع الطرود الشتوية على الأسر ذات الدخل المحدود.
ويشارك القطاع الخاص في جهود التكافل الاجتماعي، حيث تخصص شركات عاملة في المحافظة جزءاً من برامجها السنوية لدعم المبادرات الإنسانية والإغاثية، فيما تطلق غرفة تجارة العقبة حملات شتوية بالتعاون مع التجار المحليين لتوفير المساعدات الأساسية للأسر المحتاجة والتخفيف من الأعباء المعيشية.
كما برزت المبادرات الشبابية والمجتمعية، مثل مبادرة “اترك أثراً”، التي تقدم دعماً متكاملاً للأسر العفيفة، يشمل توفير وسائل التدفئة، والمواد الغذائية، وترميم المنازل المتضررة، والتأكد من جودة العطاء وحفظ كرامة المستفيدين، بالتعاون مع جمعيات محلية مثل “نقطة ابتكار” و”جمعية نساء العقبة”.
وأكد خبير علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن هذه المبادرات تعزز تماسك المجتمع واستقراره، من خلال تلبية احتياجات الأسر العفيفة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتخفيف الأعباء المعيشية والنفسية عن الفئات الأكثر هشاشة، وترسيخ قيم التعاون والمسؤولية الاجتماعية، ما يخلق أثراً إيجابياً مستداماً على المجتمع بأكمله

