صراحة نيوز – أفاد مسؤولان أميركيان لموقع “أكسيوس” أن البيت الأبيض وجّه رسالة صارمة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شدّد فيها على أن اغتيال قائد عسكري بارز في حركة حماس يُعدّ “انتهاكًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار” الذي توسّط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب “أكسيوس”، جاءت الرسالة الغاضبة في ظل تصاعد التوتر بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، على خلفية الخلافات حول المرحلة المقبلة من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، إضافة إلى السياسة الإسرائيلية الأوسع في المنطقة.
وقال المسؤولان الأميركيان إن وزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، ومستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر، يشعرون بإحباط شديد من نتنياهو، معتبرين أن سلوك حكومته يعرقل الجهود الأميركية لخفض التصعيد.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اغتال، السبت، رائد سعد نائب قائد الجناح العسكري لحركة حماس، مع أربعة آخرين، في قصف استهدف سيارة غرب مدينة غزة. وأكد مسؤولون أميركيون أن الحكومة الإسرائيلية لم تُخطر واشنطن ولم تتشاور معها قبل تنفيذ الضربة.
ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو الرئيس ترامب في منتجع مارالاغو في 29 كانون الأول الجاري. ونقل “أكسيوس” عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن رسالة البيت الأبيض لنتنياهو كانت واضحة: “إذا كنت تريد تدمير سمعتك وإظهار أنك لا تلتزم بالاتفاقات، فهذا شأنك، لكننا لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترامب بعد أن توسّط في اتفاق غزة”.
في المقابل، زعم مسؤول إسرائيلي أن البيت الأبيض كان “غير راضٍ” عن العملية، لكنه اعتبر أن الرسالة كانت أقل حدّة، وأشارت إلى أن “دولًا عربية معينة” ترى في ما جرى انتهاكًا لوقف إطلاق النار، وهو ما نفاه المسؤولون الأميركيون، مؤكدين أن موقف واشنطن كان واضحًا بأن إسرائيل انتهكت الاتفاق.
وادّعت الحكومة الإسرائيلية لإدارة ترامب أن حركة حماس هي من خرقت الاتفاق عبر مهاجمة جنود واستئناف تهريب الأسلحة.
وفي سياق متصل، أبدى البيت الأبيض قلقًا متزايدًا من تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وما وصفه مسؤولون أميركيون بـ”الاستفزازات الإسرائيلية”، معتبرين أن هذه السياسات تضر بالجهود الأميركية لتوسيع اتفاقيات أبراهام، خصوصًا مع السعودية.
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن “لا تطلب من نتنياهو المساس بأمن إسرائيل، بل تطلب عدم اتخاذ خطوات تُفسَّر في العالم العربي على أنها استفزازية”، مشيرًا إلى أن الجمود الإسرائيلي في ملفات غزة أثار غضبًا شديدًا لدى ويتكوف وكوشنر.
وأضاف مسؤول أميركي آخر أن “نتنياهو تحوّل خلال العامين الماضيين إلى منبوذ عالميًا”، محذرًا من أن إدارة ترامب لن تواصل محاولات إنقاذ صورته أو توسيع اتفاقيات أبراهام إذا لم يُبدِ استعدادًا حقيقيًا لخفض التصعيد

