القصيدة الأُميريّة

3 د للقراءة
3 د للقراءة
القصيدة الأُميريّة

صراحة نيوز-بقلمِ الصحفيِّ الدكتور
عبدِالمهدي القَطّامين

إهداءٌ إلى سموِّ الأميرِ تَميمِ بنِ حمدٍ آلِ ثاني
أميرِ دولةِ قطر – بمناسبةِ العيدِ الوطني

سَأَلْتُ الظَّبْيَةَ السَّمْراءَ: مَنْ أَنْتِ؟
فقالَتْ لي:
أَنا لَيْلى… ، أَنا لُبْنى… أَنا هِنْدُ
أَنا الوَرْدُ الَّذي يَمْشي،
وما مِنْ أَمْرِهِ بُدُّ
إِذا ما سِرْتُ في جَمْعٍ،
رأَيْتَ عُيُونَهُمْ لِلأَرْضِ تَرْتَدُّ
أَنا بِنْتُ الأُلَى جادُوا وما خَمَدَتْ
لَهُمْ نارٌ، ولا أَوْهى لَهُمْ زَنْدُ
أَنامُ على ذُرى مَجْدٍ،
يُعَزِّزُهُ العَزيزُ الغالِي الفَرْدُ
تَمِيمُ القَلْبِ، ما غَمَضَتْ لَهُ عَيْنٌ،
ولا عن قبْلَةِ الأَحْرارِ يَرْتَدُّ
سَما في مَوْطِنِي حتّى تَسامى
خافِقًا نَجْمًا إِلى العَلْياءِ دومًا مُسْتَعِدُّ
____________________
سَلامٌ يا تَمِيمَ الخَيْرِ،
يا رِيحَ الصَّبا تَأْتِي مُحَمَّلَةً،
تَضوعُ في أَمْواجِها الوَرْدُ
سَلامٌ يا تَمِيمَ، وقد غَدَوْتَ
مُكَمِّلًا،
مَجْدًا يُصافِحُ كَفَّهُ المَجْدُ
لَكُمْ في الأَرْضِ صَوْلاتٌ وجَوْلاتٌ ونَخْواتٌ
تُبانُ… ولا تُعَدُّ
فَكَيْفَ لِشاعِرٍ إِحْصاؤُها؟
والشِّعْرُ مِثْلُ البَحْرِ…
في أَمْواجِهِ جَزْرٌ ومَدُّ
فَإِنْ عَجَزَتْ قَوافِينا، فَفيكُمْ
أَلْفُ قافِيَةٍ، على أَعْتابِها شِعْرِي سَيَشْتَدُّ
وَمَا فِي خَاطِرِي إِلَّا لِقَاءُ حَبِيبَةٍ هَيْفَاءَ
فِيهَا العُمْرُ ينْحَسَدُ
___________________
سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى،
وقد كُنْتُمْ لَها عَوْنًا على الطُّغْيانِ
إِذْ قالَتْ لَكُمْ: يا إِخْوَتِي مِدّوا
حَسَمْتُمْ أَمْرَها يَوْمًا وَقُلْتُمْ:
وهي مُقبلةٌ : ايا أَهْلَ الحِمى شُدّوا!
حَمَلْتُمْ حَمْلَها، والحَمْلُ مِنْ طَبْعِ الَّذِينَ بِكَفِّهِم
تَزْهُو السُّيُوفُ إِذا ما أَقْبَلَ الجِدُّ
___________________
سَلامٌ دوحَةَ الأَحْرارِ،
فيكِ الخَيْرُ والأَمْجادُ،
والشِّعْرُ الَّذي يَشْدو
وفيكِ الطِّيبُ المعْطاءُ،
من في كفَّهِ الراياتُ تَنعقدُ
وفيكِ الظَّبْيَةُ السَّمْراءُ،
مِثْلُ سَحابَةٍ تَمْشِي،
وفي أَرْدانِها عِطْرٌ ووَجْدُ

_________________
صَحا التَّاريخُ مَذْهُولًا،
وقد جادَتْ على الدُّنْيا أَيادِيه الأُمِيرِيَّةْ
سَحابٌ… حَيْثُما انْسَكَبَتْ مَواسِمُه
تَفَتَّحَ في المَدَى،
مِلْيُونُ جُورِيَّةْ
أَخو مَيّاسَةَ الغَرّاءِ،
إِذا ما نادَتِ الفُرْسانُ،
كُنْتَ أَمِيرها المُقْدامَ،
في صَبْرٍ ومَرْجَلَةٍ أَبِيَّةْ
حَمَلْتَ هُمُومَها وَجَعاً على وَجَعٍ،
وأَسْرَجْتَ الخُيُولَ مُحْمَحِماتٍ،
غَيْرَ آبِهَةٍ بِشَطآنِ المَنِيَّةْ
___________________
يا دوحَةَ الخَيْرِ،
يا بِنْتَ الشَّجاعَةِ، والمُروءَةِ، والمَحَبَّةِ، والسَّماحِ،
يا مَهْرَةً عَرَبِيَّةً وَضّحاءَ،
تَضْبَحُ في الغُدُوِّ وفي الرَّواحِ
إِنِّي عَشِقْتُكِ،
مِثْلَما عَشِقَ النَّدى، هامَ الشَّواهِقَ والبِطاح
يَمْشِي على خَفَرٍ،
كَأَنَّ عُيُونَهُ الذَّبْلَى غَرامٌ في جِراحي
قَدْ جِئْتُ أُهْدِيكِ القَصائِدَ كُلَّها،
مَمْزُوجَةً بِشذى الاقاحِ
___________________
يا راعِيَ الوُضْحا
وقد غارَتْ على الأَعْدا
مُخَضَّبَةَ الصَّباحِ
تَسْرِي على الأَطْرافِ سابِحَةً
كَمَا نَسْرٌ على الآفاقِ مَفْرُودَ الجَناحِ
يا ابْنَ الَّذِينَ سُيُوفُهُمْ قَدْ أَشْعَلَتْ
صَمْتَ الجَزيرَةِ، وهيَ تَلْمَعُ في البِطاحِ
تَعْلُو وَتَهْبِطُ، مِثْلَ بَرْقٍ خُلَّبٍ،
غَشِيَ البِلادَ، فَأَيْنَعَتْ طِيبًا ووَهْجَ كِفاحِ
هذِي البِلادُ، عَرَفْتُها مِنْ أَلْفِ عامٍ
وهيَ تَسْكُنُ بين اطرافِ الرماحِ
عِشْقًا أُبادِلُها مَساءً،
ثُمَّ تَغْفو مِثْلَ أُغْنِيَةٍ
على صَمْتِي المُباحِ

Share This Article