صراحة نيوز- شارك سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، اليوم الثلاثاء، في ندوة فكرية بعنوان «الدولة الوطنية أفقاً عربياً»، ناقشت جملة من القضايا الفكرية والسياسية المرتبطة بمفهوم الدولة الوطنية وتحدياتها في السياق العربي المعاصر، بحضور نخبة من المفكرين والباحثين العرب.
وتناولت الندوة محاور رئيسة، من بينها المواطنة بوصفها ركناً أساسياً في الدولة الحديثة، ودور المواطن كمحور للدولة الوطنية، إلى جانب التحولات الفكرية والسياسية التي تشهدها المجتمعات العربية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.
وفي مداخلته، شدد سمو الأمير الحسن على أهمية التمييز بين مفهومي الحداثة والتحديث، مؤكداً ضرورة التعامل مع الحداثة كمنظومة فكرية وقيمية، لا كمجرد أدوات أو مظاهر تقنية. كما حذّر من خطورة الخطابات الإقصائية الضيقة التي وصفها بـ«الكانتونات»، وما تفرزه من استقطاب وكراهية تهدد تماسك الدول ووحدة المجتمعات.
وأكد سموه أن الدولة الحديثة لا تُبنى على الانقسام، بل على التعددية المنضبطة بقيم المواطنة والكرامة الإنسانية، مشيراً إلى أهمية رأس المال الإنساني بوصفه الركيزة الأساسية لبناء الدولة الوطنية، وضرورة التفاوض الدائم لإدارة الاختلاف، والدور المحوري للشباب في صياغة المستقبل.
كما دعا سمو الأمير إلى إعادة تعريف الهوية الشرقية وتعزيز الاعتماد على الذات، مشيراً إلى أهمية استخدام أدوات علمية دقيقة، مثل مؤشر الحرمان المتعدد، لفهم الواقع الاجتماعي والاقتصادي بصورة أعمق، مؤكداً أن كرامة الإنسان تشكل القاسم المشترك، وأن كرامة المجتمع تنبع من كرامة أفراده.
يُذكر أن منتدى الفكر العربي، الذي يرأسه ويرعاه سمو الأمير الحسن بن طلال، تأسس عام 1981، ويهدف إلى تشخيص الواقع العربي واستشراف مستقبله، وصياغة رؤى وحلول عملية عبر توفير منبر حر للحوار الفكري حول قضايا التنمية والوحدة والأمن القومي والتقدم

