صراحة نيوز – الكاتبة: المعلمة عطاف الحنيطي
تعرض جيل كامل من الطلبة لظلمٍ تعليمي واضح نتيجة جائحة كورونا، حيث أثّر التعليم عن بُعد بشكل مباشر على مستوى التحصيل العلمي، خاصة في المهارات الأساسية التي تُبنى عليها المراحل اللاحقة من التعليم. وقد ظهرت لدى عدد كبير من الطلبة صعوبات حقيقية في التعلّم، تمثلت في ضعف القراءة، وصعوبة الكتابة، وقلة الاستيعاب، الأمر الذي جعل رحلة التعليم شاقة ومحبِطة لكثير منهم.
إن هذه الصعوبات لم تكن نتيجة ضعف في قدرات الطلبة، بل بسبب غياب التأسيس السليم في سنوات التعليم الأولى. ومن خلال عملنا في مركز الوصال التعليمي، نبذل جهدًا عاليًا ومكثفًا في تعليم الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلّم، عبر خطط تعليمية فردية وأساليب تربوية حديثة، تهدف إلى تمكين الطالب من تجاوز التحديات والوصول إلى مستويات تعليمية متقدمة، وبناء ثقته بنفسه من جديد.
ويعمل مركز الوصال التعليمي على تقديم برامج تعليمية علاجية متخصصة، تبدأ بالتشخيص الدقيق لكل طالب، ثم وضع خطة تعليمية تناسب احتياجاته وقدراته. كما يعتمد المركز على أساليب تعليم تفاعلية تراعي الفروق الفردية، ويضم كوادر تعليمية مؤهلة تتابع تقدم الطلبة بشكل مستمر لضمان تحقيق أفضل النتائج.
إن ترك الطالب الذي يعاني من صعوبات التعلّم دون تدخل مبكر يشكّل خطرًا حقيقيًا على مستقبله الأكاديمي والنفسي، حيث تتسع الفجوة التعليمية مع مرور الوقت، ويزداد الشعور بالإحباط وضعف الدافعية، وقد يصل الأمر إلى كراهية المدرسة أو التسرب منها. كما أن هذه الصعوبات غير المعالجة قد تتحول إلى مشكلات سلوكية واجتماعية تعيق اندماج الطالب في محيطه المدرسي والمجتمعي.
وانطلاقًا من المسؤولية التربوية والوطنية، نطالب وزارة التربية والتعليم بحصر أعداد الطلبة الذين يواجهون صعوبات في التعلّم، ووضع برامج علاجية واضحة، والتعاون الجاد مع المراكز المتخصصة في صعوبات التعلّم، لما لذلك من دور محوري في إنقاذ جيل كامل من الضياع التعليمي.
فالتعليم حق أساسي لكل طفل، ومعالجة آثار جائحة كورونا التعليمية لم تعد خيارًا، بل واجب وطني لا يحتمل التأجيل، حفاظًا على مستقبل أبنائنا وبناءً لمجتمع أكثر وعيًا وقدرة على النهوض.

