صراحة نيوز- نظم اتحاد الجامعات العربية، ندوة علمية في جامعة العلوم التطبيقية بعنوان “تشكيل المستقبل”، استضاف خلالها المؤلف والخبير الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي وكبير موظفي الذكاء الاصطناعي في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا – مركز غودارد البروفيسور عمر حتاملة.
وحضر الندوة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو سلامه، ونخبة من الأكاديميين والمتخصصين الأردنيين، إلى جانب مشاركة أكثر من 150 أكاديميا من الجامعات العربية عن بُعد، يمثلون 14 دولة عربية.
وأكد حتاملة خلال محاضرته أن الذكاء الاصطناعي يعد أكثر التقنيات تأثيرا وتحولا في تاريخ البشرية، مشيرا إلى أنه لم يعد مجرد أداة تقنية، بل قوة شاملة ستعيد تشكيل مختلف مناحي الحياة الإنسانية، بما في ذلك التعليم والاقتصاد والطب وسوق العمل. وأوضح أن التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي جعل هذه التكنولوجيا متاحة للجميع، ما أحدث تحولا جذريا في طبيعة استخدامها وتأثيرها المجتمعي.
وبين أن تأثير الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على الوظائف اليدوية، بل سيمتد ليشمل الوظائف الفكرية والتخصصية مثل الطب والهندسة والقانون والمحاسبة، مؤكدا أن القطاع الطبي من أكثر القطاعات استفادة، لا سيما في مجالات التشخيص المبكر، ودعم الأطباء بأحدث الأبحاث الطبية، وتحسين كفاءة الأنظمة الصحية.
وحذر حتاملة من الاعتماد المطلق على أنظمة الذكاء الاصطناعي دون ممارسة التفكير النقدي، مشددا على ضرورة توظيف هذه التقنيات كأدوات مساندة للحوار والنقاش واتخاذ القرار، لا كمصادر نهائية للحقيقة، لما قد يسببه الاستخدام غير الواعي من تراجع في مهارات التحليل والتفكير المستقل.
كما تناول التحديات الأخلاقية المتزايدة المصاحبة لتطور الذكاء الاصطناعي، معتبرا أنها تفوق في تعقيدها التحديات التقنية، ما يستدعي وضع أطر أخلاقية واضحة تقوم على الشفافية والعدالة وحماية الخصوصية واحترام حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن التقدم في الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق قد يسهم في إطالة متوسط عمر الإنسان ليصل إلى ما بين 120 و130 عاما، مؤكدا أهمية التركيز على جودة الحياة والصحة الجسدية والعقلية، وليس مجرد إطالة العمر.
وأكد حتاملة أن العالم يقف أمام مرحلة تاريخية مفصلية تتطلب تعاونا دوليا ومجتمعيا واسعا لضمان توظيف الذكاء الاصطناعي بما يخدم الإنسان ويحافظ على القيم الإنسانية.
