صراحة نيوز- كان نهائي كأس العرب عرضًا مثاليًا لعشّاق كرة القدم، مغاربةً كانوا أو أردنيين، وحتى للجماهير المحايدة، في مباراة قُدّمت كـ“مائدة كروية مفتوحة” امتلأت بكل عناصر المتعة والإثارة دون طلب مسبق.
أكثر من 84 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات ملعب لوسيل، وسط أجواء باردة ساحرة، تنافس جماهيري مشتعل، ومنازلة تكتيكية عالية المستوى بين منتخبَي المغرب و**الأردن**، انتهت بتتويج مغربي ثانٍ في تاريخ البطولة.
بداية صادمة تقلب الحسابات
على عكس التوقعات بمباراة مغلقة وحذرة، فجّر أسامة طنان اللقاء مبكرًا بهدف عالمي من منتصف الملعب في الدقيقة الرابعة، أربك حسابات مدرب الأردن جمال السلامي، ومنح الأفضلية لمدرب المغرب طارق السكتيوي الذي سيطر على مجريات الشوط الأول أداءً ونتيجةً، بفضل تفوق خط الوسط ودعم هجومي فعّال، لينتهي الشوط بتقدم مغربي مستحق.
الأردن ينتفض ويقلب المشهد
مع بداية الشوط الثاني، بدا “النشامى” بوجه مغاير تمامًا. أعاد السلامي التوازن التكتيكي بتبديلاته، فاستعاد الأردن الروح والضغط، وأسفر ذلك عن هدفين لعلي علوان، أحدهما مبكر والآخر من ركلة جزاء، ليقلب الطاولة ويضع المغرب تحت ضغط كبير.
تبديلات مغربية تعيد المغرب
رفض السكتيوي الاستسلام، فدفع بكل أوراقه الرابحة، وعلى رأسها عبد الرزاق حمد الله، الذي لم يتأخر في ترك بصمته، مسجلًا هدف التعادل القاتل قبل النهاية بثلاث دقائق فقط، ليُدخل المباراة في شوطين إضافيين بعد صافرة الحكم السويدي غلين نيوبرغ.
الوقت الإضافي يبتسم لأسود الأطلس
شهد الشوط الإضافي الأول لحظة مفصلية بإلغاء هدف أردني بداعي لمسة يد، قبل أن يستثمر المغرب خبرته وتركيزه، ليسجل حمد الله هدف الفوز الثالث من ركلة ثابتة في الدقيقة 100، هدف فجّر المدرجات وأحسم اللقب.
تحكيم تحت المجهر
رغم إدارة مقبولة للمباراة، أثارت بعض قرارات الحكم الجدل، لا سيما اعتماده المتكرر على تقنية “الفار”. وأجمع خبراء التحكيم على صحة معظم القرارات المؤثرة، مع تسجيل ملاحظة بارزة تتعلق بعدم احتساب خطأ لصالح عبد الله نصيب، تزامن مع خروج اللاعب لدقيقتين، جاء خلالهما هدف المغرب الحاسم.
نهائي سيبقى في الذاكرة، جمع بين الندية، التقلبات الدراماتيكية، واللمسة التكتيكية العالية، وانتهى بتتويج مغربي مستحق، فيما خرج الأردن مرفوع الرأس بعد واحدة من أكثر مباريات كأس العرب إثارة في تاريخها.
