خان يونس تحت القصف: النازحون بين الخوف والمأساة بلا بديل

4 د للقراءة
4 د للقراءة
خان يونس تحت القصف: النازحون بين الخوف والمأساة بلا بديل

صراحة نيوز-في بلدة بني سهيلة جنوب قطاع غزة، تعيش أم أحمد قديح مع أطفالها لحظات من الرعب المستمر مع كل غارة إسرائيلية، ويسألونها باستمرار عن سبب عدم نزوحهم نحو غرب خان يونس، حيث تتركز حركة النزوح.

شهد الأسبوع الأخير غارات مكثفة للجيش الإسرائيلي على المناطق الشرقية من خان يونس، شرق الخط الأصفر، حيث يعيش عشرات آلاف الفلسطينيين في خيام أو منازل مدمرة إثر حرب استمرت عامين.

تقول قديح (40 عاماً)، المقيمة مع أطفالها في خيمة قرب منزلها المدمر: “لا ننام طوال الليل بسبب الخوف من استمرار القصف، وأطفالي يسألونني لماذا لا نغادر. أصوات الانفجارات لا تتوقف، وإلى أين سنذهب؟ لا أملك جواباً، لأنه فعلياً لا يوجد بديل حقيقي”.

وتوضح أن منطقة المواصي غرب خان يونس ممتلئة بالخيام، مضيفة أن البقاء قرب منزلها المدمر “أهون علينا من المجهول”.

وفي شمال شرق خان يونس، يقول عبد الحميد الفرا (70 عاماً) إن عائلته تقيم على أنقاض منزلها جزئياً: “بقاؤنا هنا ليس لأننا بأمان، بل لأننا لا نجد مكاناً آخر. هذه أرضنا، مهما اشتد القصف سنبقى، والتهجير لن يكون حلاً بل مأساة جديدة”.

ويشير الفرا إلى أن استمرار نسف المنازل في المناطق الشرقية يهدف إلى “إفراغ المنطقة بالكامل شرق الخط الأصفر”، مؤكداً أن مناطق المواصي لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من النازحين.

والخط الأصفر، الذي يخضع لسيطرة إسرائيل، هو خط ترسيم بموجب هدنة بين إسرائيل وحركة حماس منذ 10 تشرين الأول، ووصفه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير بأنه “الحدود الجديدة” مع إسرائيل.

وأكد الجيش أن ضرباته تستهدف “تهديدات فصائل فلسطينية”، وأن عملياته في منطقة الخط الأصفر تهدف لمواجهة تهديدات مباشرة من “منظمات إرهابية في غزة”.

وتتواصل مأساة السكان منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول 2023 بعد عملية “طوفان الأقصى”، حيث استشهد أكثر من 70 ألف شخص في غزة، وغادر معظم السكان البالغ عددهم 2,2 مليون نسمة منازلهم مرات عدة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن بعض السكان يغادرون منازلهم بسبب القصف، لكن الأعداد تبقى محدودة، مشيراً إلى أن “كثيرين يفضلون البقاء رغم مخاطر الموت لأن لا مكان آمن في القطاع”.

وأضاف بصل أن الجيش الإسرائيلي “كثف في الأسابيع الأخيرة القصف الجوي والمدفعي يومياً على خان يونس ومناطق أخرى لترحيل الناس، لتبقى المناطق الشرقية خالية أمام الاحتلال”.

ووصف رئيس بلدية خان يونس علاء البطة القصف بأنه “خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار”، مؤكداً أن هدفه تهجير الناس من مناطقهم، مطالباً بتدخل عاجل لتوفير مقومات الحياة لمئات آلاف النازحين الذين “يفتقرون إلى خيام وطعام ودواء”.

وفي بلدة خزاعة، يقول محمود بركة (45 عاماً) إن القصف لا يتوقف في المناطق الشرقية، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف يومية للمنازل “وكأننا في ساحة حرب. هدف الاحتلال إخافتنا”.

ويتابع بركة: “لا ننام طوال الليل. أطفالي يرتجفون من الخوف ومن البرد. نعيش مأساة حقيقية، لكن لا يوجد بديل أمامنا إلا البقاء هنا”.

ويأمل بركة في أن تنتهي هذه المأساة مع بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي وتسليم إدارة القطاع لسلطة مؤقتة، ونشر قوة استقرار دولية، رغم تبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن تأخير بدء المفاوضات.

Share This Article