صراحة نيوز-كشف تقرير ديوان المحاسبة لعام 2024 عن مخالفات واسعة ومتكررة في إدارة واستخدام المركبات الحكومية لدى عدد كبير من الجهات الخاضعة للرقابة، في ظل ضعف الالتزام بالتشريعات الناظمة وتراجع فاعلية أنظمة الرقابة الإلكترونية.
وبحسب التقرير، بلغ عدد المركبات الحكومية المسجلة 18,445 مركبة، جرى تركيب أجهزة التتبع الإلكتروني على 15,100 مركبة منها، بنسبة 82%، مع استثناء بعض الجهات من التطبيق. إلا أن هذه النسبة، وفق التقرير، لم تنعكس إيجاباً على ضبط الاستخدام.
وأوضح ديوان المحاسبة أنه وبعد تحليل بيانات نظام التتبع الإلكتروني لعام 2024 الواردة من وزارة النقل، تم تسجيل 17,286 مخالفة بحق 90 جهة خاضعة للرقابة. وتصدرت المخالفات السير دون أوامر حركة بعدد 15,200 مخالفة وبنسبة 88% من إجمالي المخالفات، تلاها السير خارج أوقات الدوام الرسمي بـ1,181 مخالفة بنسبة 7%، ثم تجاوز السرعة المقررة بـ485 مخالفة، إضافة إلى 420 مخالفة سير بأوامر حركة مفتوحة.
كما رصد التقرير 82 حالة عبث بأجهزة التتبع الإلكتروني المثبتة على المركبات الحكومية، في مخالفة صريحة للتعليمات النافذة، ما يشير إلى محاولات للتحايل على أنظمة الرقابة والمتابعة.
وبيّن التقرير أن المخالفات تركزت بشكل لافت في ثلاث جهات حكومية استحوذت مجتمعة على 65% من إجمالي المخالفات، حيث تصدرت وزارة الإدارة المحلية القائمة بـ5,218 مخالفة بنسبة 30%، تلتها وزارة الصحة بـ3,049 مخالفة بنسبة 18%، ثم وزارة التربية والتعليمبـ2,885 مخالفة وبنسبة 17%.
وأشار التقرير إلى تجاوزات إدارية أخرى، من أبرزها تخصيص مركبات حكومية دون موافقات قانونية، واستخدامها خارج أوقات الدوام والعطل الرسمية، وعدم الالتزام بمبيت المركبات في المواقع المخصصة، إضافة إلى غياب التحديث الدوري لمعدلات استهلاك المحروقات ووجود زيادات غير مبررة في كميات الوقود المصروفة.
كما لفت إلى عدم تفعيل نظام التتبع الإلكتروني بشكل كامل رغم توفر وحداته، وعدم تنظيم أوامر حركة إلكترونية، ووجود مركبات وآليات خارج الخدمة لم تُستكمل إجراءات شطبها، إلى جانب غياب سجلات عهدة وأوراق حركة منتظمة لكل مركبة.
وأكد ديوان المحاسبة في ختام تقريره على ضرورة تعزيز الرقابة الداخلية، وتفعيل أنظمة التتبع الإلكتروني بشكل كامل، والالتزام الصارم بأحكام تعليمات تنظيم استخدام المركبات الحكومية، بما يسهم في الحد من الهدر في المال العام وضمان الاستخدام الأمثل للمركبات الحكومية.

