القيلولة الذكية: كيف تزيد النشاط وتحمي النوم ليلاً؟

4 د للقراءة
4 د للقراءة
القيلولة الذكية: كيف تزيد النشاط وتحمي النوم ليلاً؟

صراحة نيوز-لطالما تم الاعتراف بالقيلولة كأداة لتعزيز اليقظة وتحسين المزاج وتقوية الذاكرة وزيادة الإنتاجية، ولكن بالنسبة للبعض، قد تعيق النوم ليلاً إذا لم تُدار بشكل صحيح.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، نقلاً عن موقع The Conversation، فإن القيلولة تعتبر سلاحًا ذو حدين، بحسب تالار مختاريان، أستاذة مساعدة في الصحة النفسية بكلية طب جامعة وارويك، إلا إذا تم التعامل معها بشكل سليم.

أوضحت مختاريان أن القيلولة مفيدة إذا تم القيام بها بشكل صحيح، فهي وسيلة فعالة لإعادة شحن الدماغ وتحسين التركيز ودعم الصحة العقلية والجسدية، فيما حذرت من أنه إذا تمت بشكل خاطئ، قد تسبب شعورًا بالخمول والتشوش، وصعوبة في النوم لاحقًا.

يكمن السر في معرفة كيفية تنظيم الجسم لدورات النوم واليقظة.

وجبة الغداء والساعة البيولوجية

يشعر معظم الناس بانخفاض طبيعي في مستوى اليقظة بعد الظهر، عادةً بين الواحدة والرابعة مساءً، نتيجة هضم وجبة غداء دسمة إلى جانب الساعة البيولوجية أو الإيقاع اليومي، الذي يخلق دورات من اليقظة والتعب على مدار اليوم. يُعدّ الشعور بالهدوء في هذا التوقيت جزءًا من هذا الإيقاع، لذلك يشعر الكثيرون بالنعاس.

ضوء ساطع بعد القيلولة

تشير الدراسات إلى أن قيلولة قصيرة خلال هذا الوقت – يفضل أن تليها فترة من التعرض للضوء الساطع – يمكن أن تساعد على التغلب على التعب، تعزيز اليقظة، وتحسين الوظائف الإدراكية دون التأثير على النوم في الليل. تسمح القيلولات القصيرة للدماغ بالراحة دون الدخول في النوم العميق، مما يسهل الاستيقاظ منتعشًا.

جانب سلبي

مع ذلك، هناك جانب سلبي للقيلولة الطويلة جدًا، إذ قد تؤدي إلى الاستيقاظ بشعور أسوأ من قبل. ويعود السبب إلى “خمول النوم” – شعور بالدوار والتشوش الناتج عن الاستيقاظ خلال مراحل النوم العميق.

خمول لمدة ساعة

تشير الدراسات إلى أن الاستيقاظ من النوم العميق قد يسبب خمولًا يصل إلى ساعة. يمكن أن تكون لهذه الحالة عواقب إذا حاول الشخص أداء مهام مهمة للسلامة أو اتخاذ قرارات حرجة أو تشغيل آلات. وإذا أخذت القيلولة في وقت متأخر من اليوم، فقد تقلل من “تراكم ضغط النوم”، مما يصعّب النوم ليلاً.

حالات الضرورة

للبعض، تعد القيلولة ضرورية. يعاني العاملون بنظام المناوبات غالبًا من اضطراب النوم بسبب جداول العمل غير المنتظمة، ويمكن أن تساعد القيلولة المخططة قبل نوبات العمل الليلية على زيادة اليقظة وتقليل خطر الأخطاء والحوادث. وبالمثل، قد يستفيد الأشخاص الذين لا يحصلون على نوم كافٍ ليلاً من القيلولة لتعويض ساعات النوم المفقودة، سواء بسبب العمل أو الأبوة أو أي التزامات أخرى.

الأشخاص الذين يفتقرون بانتظام إلى النوم الليلي يمكنهم استخدام القيلولة لتعويض النقص، ولكن الاعتماد عليها بدل تحسين النوم الليلي حل مؤقت وغير مستدام. يُنصح المصابون بالأرق المزمن بتجنب القيلولة نهارًا، لأنها قد تقلل الرغبة في النوم ليلاً.

القيلولة المخطط لها

تلجأ بعض الفئات إلى القيلولة المخطط لها لتحسين الأداء، حيث يُدرج الرياضيون القيلولة ضمن جداول تدريبهم لتسريع استشفاء العضلات وتحسين المؤشرات الرياضية مثل سرعة رد الفعل والقدرة على التحمل.

تشير الدراسات أيضًا إلى أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب تركيزًا عاليًا، مثل العاملين في الرعاية الصحية وأطقم الطيران، يستفيدون من قيلولة قصيرة مخطط لها للحفاظ على التركيز وتقليل الأخطاء الناتجة عن التعب.

كيفية أخذ قيلولة جيدة

للحصول على قيلولة فعّالة، يعتبر التوقيت والبيئة عاملين أساسيين. يُنصح بأن تتراوح مدة القيلولة بين 10 و20 دقيقة لتجنب الخمول، ويفضل قبل الساعة الثانية ظهرًا، لأن القيلولة المتأخرة قد تؤثر سلبًا على دورة النوم الطبيعية.

تعتبر أفضل الظروف للقيلولة بيئة هادئة، مظلمة وباردة، تحاكي النوم الليلي. ويمكن أن تساعد أقنعة العين وسماعات إلغاء الضوضاء على النوم بسهولة، خصوصًا في الأماكن المضيئة أو الصاخبة.

يبقى أنه بالرغم من فوائد القيلولة، ليست مناسبة للجميع. العمر ونمط الحياة وأنماط النوم الأساسية تحدد ما إذا كانت مفيدة أم مضرة. لذا تعتمد القيلولة الجيدة على التخطيط: معرفة متى وكيف، وما إذا كان ينبغي أخذها أساسًا.

Share This Article