الذهب عند مفترق الطرق: بين القمم التاريخية وتصحيح محتمل

3 د للقراءة
3 د للقراءة
الذهب عند مفترق الطرق: بين القمم التاريخية وتصحيح محتمل

صراحة نيوز-يتأرجح المعدن الأصفر، مع إسدال الستار على عام 2025، عند مفترق طرق شديد الحساسية، بين نشوة الصعود إلى قمم تاريخية غير مسبوقة، وقلق التراجعات المفاجئة التي أعادت اختبار ثقة الأسواق، مما وضع المستثمر في حيرة بين ضجيج “العواطف” وضرورة اتخاذ إجراءات “التحوط” المالي؛ لتصبح قراءة المشهد بواقعية، بعيدا عن التمنيات، ضرورة ملحة لتحديد مصير الاستثمارات.

‏تشير القراءة الاقتصادية لما خلف الكواليس إلى أن حركة الذهب لا تعتمد عشوائياً على عناوين أخبار “أسعار الفائدة” المجردة، بل تستجيب لتفاصيل أدق؛ أبرزها “العوائد الحقيقية” Real Yields التي يعد انخفاضها الوقود الحقيقي لمحركات الصعود، بالإضافة إلى مسار التضخم وكيفية تسعير السوق لمدى سيطرة البنوك المركزية عليه.

‏توضح التحليلات الفنية أنه بعد ملامسة مستويات قربت من 4,525 دولاراً، تدور المعركة الحالية بين رقمين فاصلين؛ إما الثبات فوق حاجز 4,500 دولار لاستعادة الزخم وزيارة القمم السابقة، أو كسر “خط الخطر” عند 4,400 دولار، مما قد يفتح الباب لتصحيح أعمق يلتهم جزءاً من مكاسب العام.

‏تميل الكفة، بمنطق الأعمال، لصالح الذهب في عام 2026 مع احتمالية وصوله لمستويات الـ 5,000 دولار، استناداً إلى ثلاث ركائز أساسية؛ تتمثل في محور الفائدة الأمريكية، حيث يقلل الخفض الفعلي لها من “تكلفة الفرصة البديلة” لحيازة الذهب، ومحور الدولار الذي يمنح ضعفه النسبي جاذبية فورية للمعدن النفيس عالمياً، وأخيراً محور الجيوسياسة مع بقاء العالم في منطقة “عدم اليقين” واستمرار التوترات.

‏يشير التحليل إلى أن عام 2026 قد يكون “عاماً ذهبياً” لأسهم شركات التعدين، ناصحاً باستخدام أدوات تقنية لتحديد القيمة العادلة والصحة المالية لهذه الشركات.

‏وضعت التقرير “خارطة طريق” عملية لفئات المتعاملين المختلفة؛ فنصح “متداولو المنصات” المضاربون بالانضباط والالتزام الصارم بوقف الخسارة لحماية رأس المال من “الخوف والطمع”.

‏أوصى التقرير “تجار الكاش” بتوزيع السيولة على دفعات وتحديد مناطق التجميع والتصريف مسبقاً بعيداً عن العاطفة اللحظية. وبالنسبة لـ”مدخري حفظ القيمة”، فالهدف هو حماية القوة الشرائية طويلاً دون الالتفات لتقلبات الشاشات، في حين يتوجب على “المستثمر الاستراتيجي” للسبائك طويلة الأجل عدم التفريط في أصل تحوطي بسبب “تصحيح عابر”، إذ إن المستثمر الحقيقي يشتري الهدوء لا الضجيج.

‏خلص التقرير إلى ضرورة مراقبة مستوى 4,400 دولار في الأيام المقبلة باعتباره مفتاحاً لتوجهات العام الجديد.

Share This Article