مختصون: منظومة الاستجابة الأردنية للأوبئة من الأكثر تطورًا إقليميًا وتواكب المتغيرات العالمية

4 د للقراءة
4 د للقراءة
مختصون: منظومة الاستجابة الأردنية للأوبئة من الأكثر تطورًا إقليميًا وتواكب المتغيرات العالمية

صراحة نيوز- أكد مختصون في الشأن الصحي أن منظومة الاستجابة الأردنية في التعامل مع الأوبئة تُعد من بين الأكثر تطورًا على المستويين الإقليمي والدولي، لما تتمتع به من تكامل مؤسسي وخطط ممنهجة ومنظومة صحية كفؤة قادرة على التعامل مع مختلف التحديات الصحية.

وأوضحوا أن اليوم الدولي للتأهب للأوبئة، الذي يصادف يوم غدٍ السبت، يشكل محطة مهمة لتعزيز الجاهزية الوطنية، وتطوير أدوات الاستجابة المبكرة، ومواصلة العمل على أسس علمية لمواجهة التحديات الصحية المتسارعة.

منظومة متكاملة واستجابة فعّالة

وقال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الدكتور عادل البلبيسي، إن تخصيص الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 كانون الأول يومًا عالميًا للتأهب للأوبئة، يعكس إدراك المجتمع الدولي للحاجة الماسّة إلى أنظمة صحية مرنة وقادرة على الوصول إلى جميع الفئات، لا سيما في ظل الحروب والنزوح وعدم المساواة الصحية.

وأشار إلى أن جائحة كورونا، التي أسفرت عن أكثر من 700 مليون إصابة و7 ملايين وفاة عالميًا، كشفت فجوة العدالة في توزيع اللقاحات والأدوية، لكنها في الوقت ذاته وفرت فرصة لإعادة بناء الأنظمة الصحية وتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات.

وأكد البلبيسي أن تجربة الأردن خلال الجائحة كانت من أنجح التجارب إقليميًا وعالميًا، رغم محدودية الموارد، بفضل تكامل الأدوار المؤسسية، وكفاءة النظام الصحي، ووعي المواطنين، والتخطيط الشامل الذي شمل الرعاية الصحية، والتوعية المجتمعية، وإدارة الموارد بفاعلية.

وأشار إلى أن الوضع الوبائي في الأردن مستقر، مع رصد دوري أسبوعي للأمراض، مبينًا أن موجة الإنفلونزا هذا العام جاءت مبكرًا وبنسب أعلى قليلًا من العام الماضي، داعيًا إلى أخذ المطاعيم خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن، والأطفال، والحوامل، وذوي المناعة المنخفضة.

خطة وطنية شاملة لمواجهة الأوبئة

من جهته، قال مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة، الدكتور أيمن مقابلة، إن لدى الوزارة خطة وطنية موحدة تعتمد نهج “الصحة الواحدة” الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية.

وأوضح أن الخطة تشمل مراحل التأهب والاستعداد عبر تدريب الكوادر وتجهيز المختبرات والمستشفيات، ثم مرحلة الاستجابة من خلال المراقبة الوبائية والفحوصات والعلاج وتحديد بؤر الانتشار، وصولًا إلى مرحلة التعافي وتقييم الأداء ومعالجة الثغرات.

وأشار إلى وجود 42 فريق استجابة موزعين في جميع المحافظات، إلى جانب 630 ضابط ارتباط في المستشفيات الحكومية والخاصة والعسكرية والمراكز الصحية، لضمان التبليغ السريع والتعامل الفوري مع أي حالات مشتبه بها.

وأكد مقابلة أن التجربة الأردنية حظيت بإشادة واسعة من منظمة الصحة العالمية وعدد من الجهات الدولية، لما تتمتع به من مرونة وجاهزية وتكامل مؤسسي، مشددًا على أن الجاهزية المسبقة مسؤولية وطنية ومجتمعية مشتركة.

أهمية التوعية والوقاية

بدورها، أكدت الدكتورة ميسم عكروش أن الاستجابة السريعة والوقاية تمثلان حجر الأساس في مواجهة الأوبئة، مشددة على ضرورة الحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية، خاصة في ظل المتغيرات البيئية، والهجرات، والنزاعات التي تزيد من احتمالية انتشار الأمراض.

ودعت إلى تعزيز التوعية الصحية، وربط صحة الإنسان بالحيوان والبيئة ضمن نهج شامل، مؤكدة أن هذه المنظومة تشكل خط الدفاع الأول ضد الأوبئة.

كما حذّرت من الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية دون وصفة طبية، لما لذلك من آثار خطيرة تتمثل في زيادة مقاومة البكتيريا وإطالة مدة المرض، داعية إلى رفع الوعي المجتمعي حول الاستخدام الآمن والمسؤول للأدوية

Share This Article