الزعبي يكتب: وزارة الشباب والتحديث السياسي

2 د للقراءة
2 د للقراءة
الزعبي يكتب: وزارة الشباب والتحديث السياسي

صراحة نيوز- محمد علي الزعبي

لم تعد وزارة الشباب مجرد مظلة للأنشطة أو عنوانًا للبرامج الموسمية، بل باتت في لحظة السياسي التي تمر بها الدولة الدولة الأردنية إحدى الأدوات العميقة في إعادة تشكيل وعي الشباب ودورهم في الحياة العامة.

من موقع المتابع، أرى أن الوزارة خلال الفترة الحالية، أعادت تعريف وظيفتها لتنتقل من الرعاية إلى التمكين، ومن إدارة النشاط إلى صناعة القيادات، بما ينسجم مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني   التي تضع الشباب في قلب  مشروع الدولة  لا على هامشه.

من رؤيتي المتواضعة ، بان ما يميز النهج الجديد لوزارة الشباب هو اشتباكه الواعي مع التحديث السياسي، ليس بوصفه شعارًا، بل مسارًا عمليًا لبناء جيل يفهم الدستور، والعمل العام، والحياة الحزبية، ويملك أدوات الحوار والاختلاف المسؤول، من خلال برامج التوجيه الوطني والتأهيل السياسي لم تُقدَّم كمواد نظرية، بل كمساحات تفكير وتدريب وصناعة رأي، هدفت إلى تحصين الشباب بالوعي، لا تعبئتهم بالشعارات، وإعدادهم ليكونوا شركاء في القرار لا متفرجين عليه.

وفي تقديري، أجد بإن الرهان الحقيقي للوزارة كان على بناء شبكة شبابية وطنية قادرة ومتمكنة، تؤمن بالدولة وتعمل من داخلها، شبكة ترى في المبادرة مسؤولية لا وجاهة، وفي المشاركة السياسية واجبًا وطنيًا لا مغامرة، المبادرات الشبابية التي خرجت من هذه البرامج بدأت تأخذ طابعًا أكثر نضجًا، مرتبطًا باحتياجات المجتمع، ومتصلاً بأولويات الدولة، لا معزولًا عنها.

إن ما يجري اليوم  يعكس فهمًا عميقًا لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي أكد مرارًا أن الشباب هم استثمار الاردن  الأكبر، وأن التحديث السياسي لا ينجح دون شباب واعٍ، واثق، منتمٍ، وقادر على إدارة الاختلاف وحماية الدولة، ومن هنا، يمكن القول إن وزارة الشباب تخوض معركة بناء الإنسان قبل بناء النصوص، وتؤسس لمرحلة يكون فيها الشباب جزءًا من الحل، لا عنوانًا للأزمة.

Share This Article